قال المستشار في شؤون الطاقة ومدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابق، الدكتور فيصل الفايق، إن أزمة الطاقة في الاتحاد الأوروبي تتفاقم أيضا بسبب انخفاض منسوب مياه البحار والأنهار في أوروبا، حيث لا تؤثر فقط على النقل النهري وسلاسل الإمداد بل تؤثر على الطاقة النووية التي تمثل 25% من إجمالي الطاقة في أوروبا لا سيما أن مفاعلات الطاقة تقع على البحار والأنهار.
وأضاف الدكتور فيصل الفايق، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الاثنين، أن الطاقة الكهرومائية التي تمثل نسبة 11% من إجمالي الطاقة الكهربائية في أوروبا كلها تتأثر أيضاً بانخفاض منسوب المياه الذي يشكل عبئاً كبيراً على المفاعلات النووية التي تعاني من تأخر الصيانة لنحو 3 سنوات مع حاجة أوروبا إلى الغاز واستبدال الغاز الروسي بالاستيراد من دول أخرى وعودة محطات الفحم واستبدال النفط الروسي أيضاً.
وأوضح الفايق، أنه حان الوقت لإعادة النظر في سياسة الطاقة الأوروبية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يستميت للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران لاستبدال النفط الروسي بالإيراني التي لديها إنتاج يبلغ مليون برميل يوميا يمكن تصديره.
وقال المستشار في شؤون الطاقة، إن أسعار النفط في شهر أغسطس الجاري وجدت أرضية عند 90 دولاراً للبرميل، بعد 5 أشهر من استقرار الأسعار على أرضية 120 دولاراً للبرميل.
وأضاف الفايق، أن العامل الأكبر المؤثر في الأسعار هو أنشطة المضاربين التي انخفضت على مدى 8 أسابيع متتالية، فيما سجلت الأسبوع الماضي أول ارتفاع في عمليات شراء العقود الآجلة بعدد 8 آلاف عقد كل عقد 1000 برميل.
وأوضح أن أسعار النفط أغلقت الأسبوع الماضي على انخفاض أسبوعي بسبب ضغوط كبيرة في أسواق النفط الفورية نتيجة صادرات النفط الصخري الأميركي التي وصلت إلى 5 ملايين برميل يوميا ويباع بتخفيضات كبيرة جدا إلى آسيا لا سيما دول كوريا الجنوبية والهند، بإجمالي نحو 18 إلى 20 مليون برميل في شهر أغسطس الجاري بمعدل ضعف شهر يوليو الماضي، وهو ما يمثل ضغطا كبيرا في العقود الآجلة.
وأشار فيصل الفايق، إلى أن منتجي النفط الصخري الأميركي استفادوا من الزيادات في الفروق الشهرية من شركات النفط الوطنية وعرضوا نفطهم بتخفيضات كبيرة عن أسعار نفط الخليج العربي رغم أن النفط الصخري منخفض الكبريت ويفترض يباع بعلاوات عن النفط العالي الكبريت من الخليج العربي.
وقال مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابق، إنه من غير المتوقع اتجاه أسعار النفط في الأيام القادمة، مع التساؤل بشأن استطاعة أميركا الاستمرار في ضخ صادرات عالية قياسية بواقع 5 ملايين برميل يوميا وكذلك التساؤل بشأن عودة النفط الإيراني للأسواق.
المصدر: العربية