ستة أشهر على ما أصبحت حربًا قبيحة وطاحنة، ويعتقد معظم المحللين أن أوكرانيا كانت كارثة استراتيجية، عسكريًا، بالنسبة للعقيد السابق في الاستخبارات الروسية.
لكن فلاديمير بوتين استحوذ على الأراضي، ولا يزال اقتصاده يعمل، وشعبيته في الوطن لا تزال قائمة.
فبحسب سامويل تشاراب من مؤسسة راند، فإن بوتين “لا يواجه معارضة كبيرة في الداخل. لقد عمل على استقرار الاقتصاد. ورغم أن التقدم كان بطيئًا، إلا أنه يسيطر على 20٪ من أراضي أوكرانيا. لذلك لا أعتقد أنه يعتقد أنه يخسر“.
لكن روسيا خسرت سفينة قتالية في أسطولها، وتم استهدافها في قواعدها في شبه جزيرة القرم، وتواجه قوة النيران الغربية الجديدة، وربما يكون قد قُتل أو أصيب ما بين 70 ألف إلى 80 ألف من قواتها بحسب تقدير البنتاغون.
كما أن الاقتصاد الروسي يظهر ضغوط الحرب والعقوبات. ولكن حتى الآن، يجد بوتين من يشتري النفط والغاز الروسي، وقد استعاد عافيته من انهيار الروبل وتهالك سوق الأوراق المالية.
في الوطن، يُعتقد أن بوتين وحربه يتمتعان بدعم شعبي كبير. فترويج الكرملين منتشر بشكل واسع.
ومع ذلك، على المدى الطويل، بإمكان بوتين دفع كلفة باهظة، إذ يشير تشاراب إلى أنه “على المدى الطويل، ستضعف قدرة روسيا الاقتصادية بشكل كبير بسبب العقوبات التي فُرضت على روسيا. وكما تعلمون، لقد استهلك الكثير من قدراته العسكرية في عملية سيئة التخطيط والتنفيذ“.
ويقول المحللون إن جزءًا حاسمًا من استراتيجية بوتين بالمضي قدمًا هو أنه يعتمد على انهيار وحدة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خلال الحرب في انهيار أوكرانيا.
ويقول أحد الخبراء، مع اقتراب الشتاء وإمكانية قيام بوتين بوضع ضغوط على إمدادات الغاز الروسي لحلفاء أمريكا في أوروبا، فإن البلدان مثل ألمانيا قد تفقد رغبتها في دعم أوكرانيا عسكريًا، وبوتين يعرف ذلك.