لأنهم يؤمنون بدولة “اسرائيل” كضرورة ايمانية تسبق “معركة هرمجدون” وعودة المسيح ونهاية العالم، يدعم الانجيليون الأمريكيون المتطرفون دولة الاحتلال بالمال ويدعمون الاستيطان.
لكن الجديد هو أنهم بدأوا يستولون على أراض فلسطينية محتلة وزراعتها لبيع انتاجها من العنب لمصانع الخمور تحت دعاوي “جعل إسرائيل خضراء”!
فقد كشفت صحيفة هآرتس 25 أغسطس 2022 أن منظمة تطلق على نفسها تسمية “هَيوفيل”، أسسها ويديرها إنجيليون أميركيون، أرسلت رسائل إلى أنصارها وداعميها، تقول فيها إن هدفها الحالي جمع أموال لزراعة 3000 شجرة حتى نهاية العام الحالي، ضمن مشروع “جعل إسرائيل خضراء”، بزراعة الأشجار في جبال وتلال الضفة الغربية.
وانها استولت علي غابة في منطقة مستوطنة “هار براخا” الواقعة جنوب مدينة نابلس، بتمويل إذاعة Vision Norway النرويجية وزرعتها كما أعلنت المنظمة أنها ستعمل على زراعة 20 ألف شجرة سنويا في مساحة ألف دونم في أنحاء الضفة “في جميع أنحاء سلسلة الجبال المركزية الإسرائيلية، في مناطق يهودا والسامرة”.
ومنظمة “هيوفيل” مسجلة في الولايات المتحدة كجمعية لا تهدف إلى الربح، والتبرعات التي تتلقاها لمشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية معترف بها كتبرعات معفية من الضرائب.
وبحسب الوثائق التي قدمتها إلى سلطات الضرائب الأميركية، فإنها تعرف نفسها كمنظمة “تقدم خدمات ومساعدات للمزارعين في إسرائيل”.
وأفادت الصحيفة بأن هذه المنظمة تدعم فكرة “أرض إسرائيل الكاملة” منذ سنوات طويلة، وغايتها الأساسية تجنيد متطوعين إنجيليين لحصاد العنب في كروم المستوطنات ومشروع “جعل إسرائيل خضراء” هو المشروع الأول الذي تنفذه المنظمة بشكل مستقل في الضفة الغربية.
أراضي فلسطينية مسروقة
واعترفت صحيفة هآرتس نقلا عن خبير أراضي أن منطقة هذه الغابة كلها هي بملكية مزارعين فلسطينيين من قرية بورين.
وقال الخبير في الاستيطان، درور أتكيس، إنه “طوال العشرين عاما التي عملت خلالها في الضفة الغربية، صادفت عددا لا نهائيا من الحالات التي سرق فيها يهود أراض من الفلسطينيين، لكني لم أصادف بعد حالة يسرق فيها إنجيليون أميركيون أراض فلسطينية”.
ويستند أتكيس في أقواله إلى صور التقطت من الجو ومعلومات حصلت عليها منظمة “كيرم نيفوت” التي يرأسها من “الإدارة المدنية” في جيش الاحتلال، بموجب قانون حرية المعلومات.
وأفاد أتكيس أن الصور الجوية تظهر أن الفلسطينيين زرعوا هذه المنطقة دون توقف حتى سنوات الـ 2000، وأوضح أن “سبب عدم زراعة هذه الأراضي في السنوات الأخيرة، هو أن مستوطني هار براخا والجيش الإسرائيلي منعوا أصحابها الفلسطينيين من الدخول إليها”، وتركوا الانجيليين يستولون عليها.
وحي كريات هيوفيل المقام على أراضي قرية بيت مزميل المهجرة بالقدس ويقع على مقربة من حي عين كرم.
وأحضرت المنظمة الانجيلية “هيوفيل” في السنوات الـ 15 الأخيرة آلاف المتطوعين الإنجيليين، وخاصة من الولايات المتحدة، إلى المستوطنات لنهب اراضي فلسطينية.
ويعتقد كثير من المسيحيين الإنجيليين أن الله وعد الأرض المقدسة لليهود، وأن عودتهم إلى السلطة في جميع أنحاء الأرض ستأتي بالمجيء الثاني للمسيح.
ولا يختلف أي من المحللين في الصحف الامريكية بشأن الدور الخطير الذي يلعبه تيار “اليمين المسيحي الانجيلي المتطرف” في توجيه سياسات الرئيس الامريكي ترامب الخارجية والمعادية للإسلام والداعمة لإسرائيل (لأسباب توراتية)،
والإنجيليون، والأصوليون، واليمين الديني، والحركة المسيحية الصهيونية كلها فئات وطوائف تُعبِّر عن القوة الصهيونية الأكبر في الولايات المتحدة، والتي تضم العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع الأمريكي سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وإعلاميًّا، والمؤمنين بوجوب مساعدة إسرائيل ودعمها والدفاع عنها؛ إذ يمثل ذلك جزءًا من عقيدتهم الدينية.