كشف موقع أخبار الطيران البريطاني “سيمبلي فلاينج”، في 29 أغسطس، أن مصر توشك على الانضمام إلى نادي الطيران الدولي الحصري الذي يستخدم طائرة “بوينج 747-8” لنقل كبار المسؤولين، مشيراً إلى أنها اشترت نفس موديل طائرة الرئاسة الأمريكية “أير فورث وان”.
وبسبب المخاوف من خطر تعثر البلاد في سداد أقساط الديون ومطالبة الحكومة للمصريين بالتقشف وخفض الإنارة، أثار خبر شراء طائرة خاصة جديدة غضباً عارماً.
أغضب هذا الخبر مصريين فتساءلوا عبر مواقع التواصل: لماذا اشترى الرئيس عبدالفتاح السيسي طائرة رئاسية جديدة بنصف مليار دولار رغم شرائه 3 طائرات في وقت سابق من فرنسا، ورغم الديون التي تثقل كاهل المصريين وحديث وكالات اقتصادية عن احتمالات إخفاق مصر في دفع ديونها؟!
وكشف الموقع البريطاني أن الطائرة الجديدة، التي تم شراؤها بمبلغ 487 مليون دولار أمريكي (أي ما يقرب من 8 مليارات جنيه مصري) عام 2021 تم نقلها إلى أيرلندا لإعادة طلائها وتجهيزها تمهيداً لإرسالها لمصر؛ حيث سيتم استخدامها طائرة رئاسية جديدة.
والطائرة الجديدة تم شراؤها برغم وجود طائرة رئاسية تعمل بكفاءة كان يستعملها الرئيسان الراحلان مبارك، ومرسي، لذا طالب مصريون ببيعها هي والقصور الرئاسية الجديدة لدفع جزء من حجم الديون الباهظة التي يجب على مصر دفعها قبل نهاية العام وخلال السنوات الخمس المقبلة.
يذكر أن الطائرة الرئاسية الحالية هي “إيرباص- A340” مسجلة باسم “SU-GGG” ودخلت الخدمة منذ 28 عاماً، ولا تستخدم إلا لسفر رئيس الجمهورية، وبالتالي فعدد ساعات طيرانها منخفضة للغاية ومثل طائرات الرؤساء والملوك يتم صيانتها وتحديثها بانتظام في ورش الصيانة المملوكة للمصنعين.
وبالتالي، فالطائرة تصلح للاستخدام الرئاسي الكفؤ والآمن لعدة سنوات أخرى، وهي من نوع أفضل على سبيل المثال من طائرة ملك الأردن عبدالله، “جلف ستريم- G650″، ومن طائرة ملكة ورئيس وزراء بريطانيا ونوعها “إيرباص- A330″، بحسب الصحفي والناشر هشام قاسم.
وكانت الطائرة مملوكة لشركة لوفتهانزا ولم تدخل الخدمة منذ عام 2011 بسبب تكاليف صيانها، وظلت مركونة في أمريكا في العراء حتى اشترتها مصر عام 2016 ثم تم تجهيزها ودهانها.
وتستهلك هذه الطائرة مليارات الدولارات سنويًا، لصيانتها وخدمتها بحسب طيار شركة مصر للطيران أدهم حسن.
سادس طائرة
وتعتبر هذه سادس طائرة رئاسية مصرية؛ ففي عام 2016 كشفت جريدة “لا تربيون” الفرنسية عن توقيع الحكومة المصرية عقداً مع شركة داسو الفرنسية لشراء 4 طائرات من طراز “فالكون إكس 7” الفاخرة، لاستخدامها في تنقلات المسؤولين الحكوميين، بخلاف الطائرة الرئاسية الأصلية والجديدة.
وأوضحت “لا تربيون” أن الصفقة بلغت قيمتها 300 مليون يورو؛ أي ما يوازي قرابة 4 مليارات جنيه مصري، مُقابل 4 من الطائرات الفارهة التي تُضاف إلى سرب الطائرات الرئاسية الفارهة أيضاً التي يصل عددها إلى 24 طائرة من طراز “Gulfstream”، وطراز “Dassault Falcon”، وطائرتين للإسعاف السريع من طراز “Station”، و7 طائرات هليكوبتر من طراز “Black Hawk”، علاوة على الطائرة الرئاسية من طراز “Airbus A320-200″، إلى جانب الطائرات الحربية التابعة للقوات المُسلحة التي تلحق بالسرب الرئاسي لأعمال الخدمات، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام مصرية.
وقالت وكالة «بلومبيرج»، في 28 أغسطس: إن قلقاً يسود أوساط المستثمرين، وسط ارتفاع مخاطر تخلف مصر عن سداد الديون، مشيرة إلى أن القاهرة أصبحت أحدث رمز للمعاناة التي تجتاح الدول الفقيرة على خلفية ارتفاع التضخم وارتفاع فوائد القروض.
وبحسب آخر أرقام أعلنها البنك المركزي المصري، تبلغ أقساط الديون الخارجية المستحقة حتى مارس 2023 رسمياً من البنك المركزي 47 مليار دولار، كما تظهر بيانات البنك المركزي وجوب سداد مصر نحو 96.5 مليار دولار ديون مستحقة، خلال الـ5 سنوات المقبلة.
ما سبق دفع الصحفي والناشر هشام قاسم ليكتب على “تويتر” ساخراً مطالباً بكتابة جملة موجهة لجهات المنح والإقراض الدولية على مقدمة الطائرة: “يا مقرضين يا عسل، السيسي وصل”، وجملة أخرى على مؤخرة الطائرة موجهة للرأي العام في الداخل: “ماتبصليش بعيون ردية، بص للديون المتلتلة المدفوعة فيا”!