عادت الملاحة البحرية في قناة السويس، فجر الخميس، إلى طبيعتها مجددا، بعد نجاحها في تعويم ناقلة نفط جنحت في أحد الممرات المائية بالقناة.
الناقلة العابرة لقناة السويس، قدمت من البرتغال متجهة إلى ميناء ينبع السعودي، واجهت مشكلة فنية في أنظمة التوجيه وجنحت بشكل طفيف وتوقفت حركة الملاحة في القطاع الجنوبي من القناة، لمدة 5 ساعات.
هذه الحادثة، وحوادث أخرى سابقة، تعيد التذكير مرة أخرى، بأهمية القناة، أبرز ممرات الملاحة التجارية حول العالم، بين الشرق والغرب.
** ممر اصطناعي
لطالما كانت قناة السويس -الممر المائي الاصطناعي الذي يبلغ طوله 120 ميلا- نقطة مضيئة محتملة للصراع الجيوسياسي منذ افتتاحها في عام 1869.
تربط القناة بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر مدينة السويس المصرية على البحر الأحمر، وهي قناة يمر من خلالها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
يتيح الممر مزيدا من الشحن المباشر بين أوروبا وآسيا، مما يلغي الحاجة إلى الإبحار حول إفريقيا وتقليص أوقات الرحلات بأسابيع.
تم إنشاء القناة في نهاية بورسعيد في أوائل عام 1859، واستغرق إكمالها 10 سنوات وتطلب ما يقدر بنحو 1.5 مليون عامل.
ووفق هيئة قناة السويس، تم تجنيد 20 ألف عامل كل 10 أشهر للمساعدة في بناء المشروع، فيما أدت الاضطرابات السياسية في مصر ضد القوى الاستعمارية لبريطانيا وفرنسا إلى إبطاء التقدم على القناة، وكانت التكلفة النهائية تقريبا ضعف المبلغ المتوقع في البداية وهو 50 مليون دولار.
على الرغم من أن القناة صممت في الأصل للتعامل مع السفن الأصغر حجما، فقد تم توسيع قنواتها وتعميقها عدة مرات، كان آخرها قبل ست سنوات، بتكلفة تزيد عن 8 مليارات دولار.
إغلاقات سجلها التاريخ
سجلت هيئة قناة السويس ووسائل الإعلام المصرية، نحو 13 إغلاقا للقناة منذ افتتاحها حتى اليوم، بعضها بسبب مشاكل فنية، وأخرى مرتبطة بصراعات جيوسياسية.
– عام 1882، تم غلق القناة لمدة يومي اثنين، لأسباب مرتبطة بصراعات جيوسياسية ناجمة عن المقاومة العربية للتصدي للاحتلال الإنجليزي.
– في عام 1885، تعرضت القناة لغلق قسري دام 11 يوما، بسبب حادث عرضي تعرضت له إحدى السفن العابرة في القناة.
– في عام 1905، حادث عرضي آخر عبر اصطدام سفينتين ببعضهما البعض، نتج عنه غلق القناة لمدة 10 أيام متواصلة، قبل فتح الممر الملاحي.
– في عام 1915، تعرضت قناة السويس إلى الغلق بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، فيما لم توثق أي من المؤسسات الرسمية عدد أيام تعطل الملاحة.
– في عام 1940 وحتى عام 1942، تعطلت الملاحة في قناة السويس عدة مرات مع اندلاع الحرب العالمية الثانية.
– في عام 1952، تعرضت إحدى السفن للغرق ما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية.
– في عام 1956، تعطلت الملاحة في القناة عندما قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم القناة، وغزت بريطانيا إلى جانب فرنسا وإسرائيل لاستعادة السيطرة؛ لكن الهجوم فشل مع رفض الرئيس دوايت دي أيزنهاور دعم التدخل العسكري.
– في عام 1967، أغلقت مصر 8 سنوات بعد الحرب العربية الإسرائيلية، عندما كان الممر المائي أساسا خطا بين القوات العسكرية الإسرائيلية والمصرية؛ وقد حوصرت 14 سفينة شحن، أصبحت تعرف باسم الأسطول الأصفر.
– في عام 2004، جنحت ناقلة النفط الروسية وتدعى “Tropic Brilliance” وأغلقت المجري الملاحي لمدة 3 أيام قبل أن يتم فتح الممر أمام حركة السفن.
– في عام 2017، تمكنت هيئة قناة السويس من إعادة مسار سفينة يابانية تدعى “OOCL Japan” كانت جنحت لعدة ساعات في المجرى الملاحي.
– في عام 2021، جنحت سفينة عملاقة تدعى “إيفرجيفن” وطولها 400 متر في أحد المقاطع الملاحية بقناة السويس خلال مارس/آذار من ذلك العام، واستغرق الوقت 6 أيام لاستعادة حركة الملاحة.
– في 2021، جنحت سفينة سائبة في القناة خلال سبتمبر/أيلول، مما دفع السلطات إلى تعليق حركة المرور لفترة وجيزة لم تتعد ساعات، قبل استئناف حركة الملاحة.
– في 2022، وبالتحديد في 31 أغسطس/آب الماضي، واجهت ناقلة نفط عطلا أدى إلى جنوحها، وتعطيل حركة الملاحة في المقطع الجنوب عدة ساعات.