مع أن الكثيرين يربطون بين تغير المناخ ورؤى الأرض التي تعاني من الجفاف وارتفاع درجة الحرارة الهائل، فالحقيقة هي أن بعض مناطق العالم لا تزداد جفافاً، بل تزداد رطوبة.
فخلال الصيف وحتى الخريف، شهدت باكستان تحول هطل أمطار الرياح الموسمية إلى فيضانات هائلة غير مسبوقة وفقًا للأمم المتحدة.
هطل الأمطار مستمر، وهذا يجعل من المستحيل تقريبًا تقييم الأضرار التي لحقت بالبلاد حتى الآن، في الأسبوع الماضي، قال وزير التخطيط والتنمية في البلاد إحسان إقبال: إن تكلفة الأضرار من المرجح أن تتجاوز 10 مليارات دولار.
الضرر أكبر بكثير
ومع ذلك، كما صرح مسؤول لـ”بلومبيرج”، يوم الثلاثاء الماضي، من المحتمل أن يستغرق الأمر 6 إلى 8 أسابيع أخرى حتى يمكن معرفة الرقم الدقيق.
الفيضانات، التي بدأت في يونيو، غطت ما يقرب من ثلث إجمالي مساحة الأراضي الباكستانية، وتجاوز عدد القتلى في الآونة الأخيرة 1300 شخص، مع نزوح آلاف آخرين بعد أن دمرت منازلهم، وقد أثر الفيضان على ملايين الأشخاص بشكل عام.
في حديثه مع “بلومبيرج”، أكد الوزير إحسان إقبال الطبيعة غير العادلة للكارثة، وقال: كل تلك الدول التي ساهمت في ظاهرة الاحتباس الحراري تتحمل مسؤولية مساعدتنا الآن والشراكة معنا في إعادة التأهيل وإعادة البناء.
باكستان، خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان، تساهم بأقل من 1% سنويًا في انبعاثات الكربون العالمية، قال: هذه المأساة ليست من صنعنا، وقعت بسبب الاحتباس الحراري.
تعكس مشاعر الوزير إحسان إقبال أصداء التعليقات التي أدلى بها وزير خارجية البلاد، بيلاوال بوتو زرداري، لقناة “سي إن بي سي” الأسبوع الماضي الذي قال: إن شعب باكستان في هذا الوقت يتحمل بحياته وسبل عيشه كارثة مناخية ليست من صنعه، مشيرًا إلى أن الفيضانات لها أبعاد كارثية.
فيضانات هذا العام ليست هي الأولى، في الذاكرة الحديثة، التي تشهد فيها باكستان كارثة مناخية، فالتقديرات تشير إلى أن الفيضانات المدمرة في عام 2010 أثرت على أكثر من 18 مليون شخص وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 2000 شخص.
وقد احتل تغير المناخ هذا الصيف عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم حيث ضربت موجات الحرارة المتزامنة الولايات المتحدة وأوروبا والصين؛ مما أدى إلى تدمير المحاصيل وجفاف الأنهار وتفاقم أزمات الطاقة.
________________
المصدر: “فورشن”.