أدانت دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة مساعي روسيا لتنظيم استفتاءات لضم المناطق الانفصالية في أوكرانيا، وأكدت واشنطن أنها لن تعترف مطلقاً بنتائج هذه الاستفتاءات الزائفة.
وفيما قلل من أهمية الاستفتاءات، ثمن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، إدانة الغرب لمشروع زائف آخر.
في السياق، صرح مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان بأن تلك الاستفتاءات إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي، مضيفاً: إذا حدث ذلك، فإن الولايات المتحدة لن تعترف مطلقاً بمطالبات روسيا بأي أجزاء من أوكرانيا تقول: إنها ضمتها.
ورأى ساليفان أن الاستفتاءات وما ذكر عن خطة روسية لاستدعاء مزيد من الجنود يعكس انتكاسات موسكو الأخيرة في الحرب، وخسارتها مساحات واسعة من الأراضي أمام الجيش الأوكراني، وقال: هذه ليست أفعال دولة واثقة من نفسها، إنها ليست أفعالاً تنم عن قوة، بل العكس.
كما اعتبر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية مشروع تنظيم الاستفتاءات خطوة يائسة من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال: إن بوتين يسعى من خلال هذه الاستفتاءات إلى الرد على ما تتكبده قواته من خسارة واضحة لأراض بمواجهة الهجوم المضاد الأوكراني، وتابع: لقد أوضحنا أنه ستكون هناك عواقب متزايدة إذا أجريت هذه الاستفتاءات، من دون أن يكشف ماهية العقوبات الإضافية التي تعتزم واشنطن فرضها على موسكو.
من جانبه، شدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال بات رايدر على أنه حتى لو ضمت موسكو رسمياً المناطق الأوكرانية الأربع إليها بناء على هذه الاستفتاءات، فإن واشنطن ستواصل دعمها العسكري لكييف.
وصرح رايدر: من وجهة نظري، هذه مجرد عملية إعلامية تهدف إلى صرف الانتباه عن الوضع الصعب الذي يجد فيه الجيش الروسي نفسه حالياً، وتابع المتحدث باسم البنتاغون: سنواصل التعاون مع أوكرانيا وشركائنا الدوليين لتزويدها بالدعم الذي تحتاج إليه للدفاع عن أراضيها.
بدوره، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أي استفتاء بشأن الضم لن تكون له أهمية من الناحية القانونية، وصرح للصحفيين في نيويورك: أعتقد أن ما أعلنت عنه روسيا مهزلة، مضيفاً: إن فكرة تنظيم استفتاءات في مناطق تشهد حرباً، وتتعرض لقصف، هي قمة السخرية.
كما ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بالاستفتاءات المقررة، معتبراً أنها تصعيد إضافي في الحرب التي يشنها الكرملين، وكتب ستولتنبرغ على “تويتر”: استفتاءات زائفة ليس لها شرعية ولا تغير في طبيعة الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، هذا تصعيد إضافي في حرب بوتين.
من جهته، قلل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أهمية الاستفتاءات، مثمناً إدانة الغرب لهذا المشروع، وقال زيلينسكي في رسالته اليومية المسائية: أشكر جميع أصدقاء أوكرانيا وشركائها على إدانتهم الشديدة والحازمة لنوايا روسيا تنظيم استفتاء زائف آخر.
وكانت السلطات الانفصالية في دونباس وخيرسون قالت: إن عمليات الاستفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا ستجري من 23 إلى 27 سبتمبر، وأعلنت عن تنظيم الاستفتاء السلطات الانفصالية في منطقتي لوغانسك ودونيتسك وكذلك في خيرسون التي احتلها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا وفي منطقة زابوريجيا وفيها أكبر محطة نووية في أوروبا.
كما توعدت الرئاسة الأوكرانية بالقضاء على التهديد الروسي بينما قارنت وزارة الدفاع تلك الاستفتاءات بـآنشلوس، في إشارة إلى ضم النمسا لألمانيا النازية في عام 1938.
وستجرى هذه الاستفتاءات مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثامن، في حين تتعرض كل هذه المناطق للقصف وتدور فيها معارك، وأعلن مسؤولو الإدارة السياسية العسكرية المحتلة لمنطقتي خيرسون وزابوريجيا عن تشكيل وحدات متطوعين قريباً لمحاربة القوات الأوكرانية.
ويجري التحضير منذ شهور لهذه الاستفتاءات، على غرار الاستفتاء الذي أضفى الطابع الرسمي على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا في عام 2014 الأمر الذي ندد به المجتمع الدولي، ويبدو أنه تم تقديم موعدها إثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي أرغم الجيش الروسي على التراجع إلى الشمال الشرقي من البلاد.