أظهر بحث جديد أن ما يقرب من 11 مليون شخص يتخلفون عن سداد فواتيرهم، في حين أن أكثر من 5 ملايين يتخلفون عن وجبات الطعام لمجرد الحفاظ على الأضواء، وأشارت تقديرات مؤسسة موني أدفايس تراست الخيرية التي نشرتها “الغارديان” البريطانية إلى أن 20% من البالغين في المملكة المتحدة، أو 10.9 ملايين شخص يتخلفون عن سداد فاتورة واحدة أو أكثر، بزيادة قدرها 3 ملايين منذ مارس.
ووجدت الأرقام، التي استندت إلى دراسة استقصائية أجريت على ألفي شخص بالغ في المملكة المتحدة في أغسطس، أن 5.6 ملايين شخص قد ظلوا بدون طعام في الأشهر الثلاثة الماضية نتيجة أزمة تكلفة المعيشة، ولتوفير القدرة على دفع فواتير الطاقة، وشمل ذلك تخطي وجبات للطعام أو تناول الطعام مرة واحدة في اليوم أو عدم تناول الطعام على الإطلاق في بعض الأيام، وبحسب الاستطلاع، فقد باع قرابة 8 ملايين شخص أغراضاً شخصية أو منزلية للمساعدة في تغطية الفواتير، وفق موقع “العربي الجديد”.
وقالت جوانا إلسون، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الخيرية لـ”الغارديان”: إن ضمان الحكومة لأسعار الطاقة قد خفف من الخوف من زيادة الفواتير في المستقبل، ولكن بالنسبة للملايين، كان الضرر قد حدث بالفعل، وشرحت إلسون: تواجه العديد من الأسر بالفعل خيارات مستحيلة، مثل أي وجبة يجب تخطيها فقط للحفاظ على الإضاءة، وتدعو المؤسسة الخيرية الحكومة إلى دعم مستهدف لذوي الدخل المنخفض.
ووجدت المؤسسة الخيرية أن 41% خفضوا بالفعل كل الإنفاق غير الضروري، وهو رقم ارتفع 7 نقاط مئوية في استطلاع مارس.
وقالت المنظمة الخيرية: إن البحث أظهر أن الزيادات المرتفعة في أسعار الطاقة أصبحت بالفعل لا يمكن تحملها بالنسبة لملايين الناس، وشهد حوالي 10.7 ملايين ارتفاع فواتير الطاقة بمقدار 100 جنيه إسترليني أو أكثر شهرياً منذ أبريل.
وقال واحد من كل 9: إنهم كان لديهم بالفعل متأخرات في مجال الطاقة، بينما قال عدد مماثل: إن مورد الطاقة لديهم زاد مدفوعاتهم الشهرية إلى مستوى لا يمكنهم تحمله.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية، في الأسبوع الأخير من أغسطس، أن اقتصاد بريطانيا سجل أكبر انكماش في أكثر من 300 عام في عام 2020، عندما عانت البلاد وطأة جائحة “كوفيد-19″، وكذلك أكبر تراجع من أي اقتصاد آخر بين الاقتصادات المتقدمة.
وبحسب بيانات تاريخية من بنك إنجلترا المركزي، فإن الناتج المحلي الإجمالي هبط بنسبة 11.0% في عام 2020، وكان هذا هبوطاً أكبر من أي تقديرات سابقة للمكتب، والانخفاض الأكبر منذ عام 1709.
وكان ماثيو تيلور، الرئيس التنفيذي لاتحاد خدمة الصحة الوطنية الذي يمثل الجهات العاملة في قطاع الرعاية الصحية، قد قال الشهر الماضي: إن البلاد تواجه أزمة إنسانية.
وأضاف، في بيان: قد يواجه كثيرون الخيار المؤلم بين الاستغناء عن بعض الوجبات لتدفئة منازلهم أو الاضطرار للعيش في برودة ورطوبة وأحوال في غاية الصعوبة.