حالة من الحزن خيمت على أفئدة قطاع غزة المحاصر لوفاة العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي، يرحمه الله تعالى، حيث تقدمت رابطة علماء فلسطين إلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى الشعب المصري الشقيق، وإلى علماء الأمة الأجلاء، بخالص التعازي والمواساة بوفاة فضيلته.
ويقول رئيس رابطة العلماء أ. د. نسيم ياسين: إننا نشهد أنه قد وهب حياته نصرة لدين الله ولنشر تعاليم الإسلام، ومبيناً لأحكام الشريعة الإسلامية، ومدافعاً عن أمته.
ويتابع، في بيان حصلت “المجتمع” على نسخة منه: وهو أحد أعلام الأمة المسلمة البارزين في العصر الحاضر في مجالات العلم والدعوة والجهاد، وهو من المفكرين الإسلاميين القلائل الذين يتميزون بالاعتدال والوسطية، ويجمعون بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر.
ويشير إلى جهوده العديدة في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن أهمها: في مجالات التأليف العلمي، والدعوة والتوجيه، والفقه والفتوى، والمؤتمرات والندوات، والمحاضرات، والمشاركة في عضوية المجالس والمؤسسات، ومجال الاقتصاد الإسلامي، والعمل الاجتماعي، ومجالات ترشيد الصحوة، والعمل الحركي والجهادي.
ويسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، اللهم آمين.
المنبر الممتد
من جهته؛ يقول أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية وعضو رابطة علماء المسلمين أ. د. سلمان الداية: اليوم نودع عالِماً راسخاً، وداعيةً ناجحاً، له حضوره العلمي والدعوي الظاهر، من خلال المنبر الممتد إلى أجزاء العالَم كله، والتصانيف الكثيرة الزاخرة بالفوائد، والمواقف الشجاعة في نصرة الحق.
ويدعو الله عز وجل بأن يرحمه ويكرم نزله، ويجعله في عليين، موجهاً تعازيه لعائلته الكريمة، ولأهل العلم في بلاد المسلمين: أعظم الله أجركم، وأحسن عزاءكم، فلله ما أخذ، وله ما أبقى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
الأثر الطيب
من ناحيته، يقول البروفيسور خالد الخالدي، مؤسس ورئيس مدرسة أوائل وقادة غزة: رحمك الله شيخنا وأستاذنا د. يوسف القرضاوي رحمة واسعة، وتقبلك في الصالحين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
وأضاف: فقد تركت فينا وفي أغلب شباب المسلمين أثرًا طيبًا، بكتبك العميقة، وخطبك المفيدة، ومواعظك المؤثرة، وسيرتك الحسنة، ومواقفك القوية، وحكمتك البالغة، وقضيت حياتك من الطفولة إلى الشيخوخة في سبيل الله، داعية إلى الله عز وجل، ومجاهدًا في سبيل الله تعالى، وصابرًا على أذى الظالمين والمنافقين والفاسقين والجاهلين.
وأخذ يرثيه: رحمك الله، وغفر لك، ورزق أمة المسلمين، العلماء الأخيار الذين يأخذون الكتاب بقوة، ويعيدونها إلى عهود العز والتمكين.