نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العلامة د. يوسف القرضاوي الذي توفي أمس الإثنين في قطر عن 96 عاماً.
وقالت الحركة، في بيان نعي: إن منابر الأمة وساحاتها عرفت الشيخ القرضاوي، وشهدت له مؤسسات العلم والتربية والتعليم في العالم، ووضع بصمته المميّزة، في مسيرة كل محافل الدفاع عن الإسلام، عقيدة وتشريعاً ونظماً وفكراً وسلوكاً ومقاصد، ومضى على ذات الدرب، مجاهداً بالقلم واللّسان، ومنافحاً عن قضايا العرب والمسلمين، حتى لقي ربَّه اليوم، سائلةً الله تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء، ويكتب له الأجر ويجزل له العطاء، بما قدّم وضحّى وبذل وجاهد، في سبيل عزَّة الأمَّة ونصرة قضاياها والتمكين لها.
وأضافت الحركة أن الشيخ العلاّمة القرضاوي حمل خلال حياته الحافلة بالجهاد والتضحية والفكر والدَّعوة والتّربية لواء الدّفاع عن قضية فلسطين، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى، في كلّ الميادين والمناسبات والمحافل واللقاءات والمؤتمرات، وفي كلّ أصقاع الدنيا، منافحاً ومناصراً وموجّها ومدافعاً عنها، يحشد طاقات الأمَّة ويجمعها ويوجّهها، بالقلم واللّسان، بالفكر والبيان، يبذل جهده وماله ووقته وفكره، في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، وفي تعزيز رباط المقدسيين وشدّهم للرّحال حماية وذوداً عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، ووقوفاً مع غزة ضدّ حصارها والعدوان عليها، وكانت أمنيته الدائمة أن يشاركهم في جهادهم وتضحياتهم في أرض المعركة.
وأوضحت “حماس” أن فلسطين والقدس و”الأقصى” تعاهد الشيخ على الوفاء لكلماته وتضحياته وتوجيهاته، بأنّنا سنبقى على درب ذات الشوكة حتى تحقيق أمنيته وأمنية شعبنا والأمَّة قاطبة في تحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأكدت أنَّ فلسطين والأمَّة الإسلامية برحيل العلاّمة القرضاوي فقدت علماً من أعلامها الكبار، وإماماً من أئمتها البررة، وصوتاً صادحاً بالحق والدفاع عن فلسطين والأمَّة، ولساناً بيّناً يوضّح لها طريق الهداية والفلاح، وفكراً وسطياً نيّراً يحفظها من الانحراف والزيغ، ومعلّماً ومربياً وموجّهاً ومجدّداً يرشدها في مسيرتها نحو سبل النهضة الرّاشدة واستعادة الشهود الحضاري.
وبيَّنت الحركة أن الشيخ القرضاوي ترك خلفه تراثاً زاخراً بالمؤلفات والدراسات والمشاركات العلمية، مشيرة إلى أنها ستكون منارة هادية للأجيال في الأمَّة الإسلامية، تستقي من معينه الصافي معاني وهدايات وأحكام هذا الدين العظيم، وتقتبس منه معالم الفكر والتربية والدّعوة والتضحية والجهاد في كل دروب الحياة.
وأضافت أننا نقف في حركة “حماس” ومعنا الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات أمام هذا المصاب الأليم بكلّ حزن وصبر بفقيدنا الكبير فضيلة العلاّمة القرضاوي، وما نقول إلاّ ما يرضي ربنا، ونبعث بخالص التعازي والمواساة إلى عائلة الشيخ وأولاده وأحفاده، وإلى إخوانه وطلاّبه ومحبّيه في عموم العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع.
ويعد الشيخ القرضاوي أحد أعلام الإسلام البارزين في العصر الحاضر في العلم والفكر والدعوة والجهاد، أسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وتولى رئاسته، وأسس وترأس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث.