قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” ينس ستولتبرغ، إن الحلف لن يعترف أبدا بضم روسيا مناطق أوكرانية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ستولتنبرغ بمقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، الجمعة، أدان فيه ضم روسيا مناطق أوكرانية.
وأكد أن ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية “غير قانوني”، واصفا ذلك بأكبر محاولة ضم قسري شهدتها أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفت إلى أن روسيا استولت بشكل غير قانوني على منطقة بحجم البرتغال تقريبا عبر قوة السلاح من الأراضي الأوكرانية.
وشدد على أن الاستفتاءات المزعومة (شرق أوكرانيا) أجريت في موسكو، وفُرضت على أوكرانيا في انتهاك كامل الأركان للقانون الدولي.
وأضاف “هذه الأراضي لأوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا، (مناطق ضمتها روسيا) شأنها شأن شبه جزيرة القرم الأوكرانية (ضمتها روسيا في 2014)”.
وأشار ستولتبرغ إلى أن روسيا استولت للمرة الثانية بالقوة على أراض أوكرانية (الأولى كانت القرم)، “وهذا أخطر تصعيد منذ بداية الحرب”.
واعتبر الأمين العام للناتو أن ضم روسيا للمناطق الأوكرانية الأربع “ينبع من موقف ضعف لا قوة”.
وأضاف: “هذا اعتراف بأن الحرب لا تسير كما كان مخططا لها، وأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين فشل تماما في تحقيق أهدافه الاستراتيجية”.
وتابع: “هدف بوتين هو ردعنا عن دعم أوكرانيا، لكنه لن ينجح”، مشددا على أن تقديم الدعم لأوكرانيا أمر ضروري للدفاع عنها وعن أمن حلفاء الناتو في الوقت ذاته.
وقال: “لا نريد أن يفوز بوتين، لأنه إذا فاز فسيكون ذلك رسالة مفادها أن الدول السلطوية مثل روسيا يمكنها تحقيق أهدافها باستخدام القوة العسكرية”.
ووصف ستولتنبرغ خطاب بوتين عن احتمال استخدام السلاح النووي بـ”الخطير والمتهور”.
وأشار إلى أن “الناتو يتابع عن كثب ما تقوم به روسيا، ويجب على موسكو أن تدرك أنه لا ينبغي خوض حرب نووية على الإطلاق، وإذا ما استخدموا السلاح النووي فستكون لذلك عواقب وخيمة على روسيا، وقد تم إبلاغها بهذا الأمر بوضوح شديد”.
وفي وقت سابق الجمعة، وقع الرئيس بوتين وثيقة ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية، وسط رفض وتنديد واسعين من الغرب.
وسيطرت روسيا على المناطق الأربع بعد هجوم عسكري أطلقه جيشها في فبراير/ شباط الماضي، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلا” في سيادتها.
وفيما يتعلق باحتمال انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو في ظل التوتر مع روسيا، قال ستولتنبرغ إن أوكرانيا لها الحق في اختيار نوع النظام الأمني الذي ستدخله.
وأكد أن عضوية أوكرانيا في حلف الناتو قرار لا يتخذه إلا الأعضاء الثلاثون في الحلف، ويتطلب ذلك إجماعا من كافة الأعضاء.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، تقديم بلاده طلبا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” بموجب إجراءات معجلة.