حصل الباحث محمد علي عبدالحليم خليفة على درجة الماجستير بامتياز مع استحسان وثناء لجنتي الإشراف والمناقشة والتحكيم، في سبتمبر 2022، وذلك في مجال الإعلام تخصص راديو وتلفزيون، عن رسالته التي جاءت تحت عنوان “المستويات اللغوية في السينما المصرية وتأثيرها على الشباب المصري.. دراسة تطبيقية”.
وأشرف على الرسالة والمناقشة والتحكيم كل من: د. محمد معوض إبراهيم، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، ود. سحر عيد مدرس الإذاعة والتلفزيون بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة، ود. سامي النجار، أستاذ الصحافة ورئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة، ود. سكرة البريدي، أستاذ مساعد بقسم الإعلام بكلية التربية النوعية جامعة المنوفية.
أكثر الألفاظ البذيئة استعمالاً في الأفلام الشتم والسباب
نتائج الدراسة
وتوصلت الدراسة التي حصلت “المجتمع” على نسخة منها إلى مجموعة من النتائج، أبرزها أنه قد أصبحت المستويات اللغوية المتدنية والألفاظ البذيئة والألفاظ ذات الإيحاءات الجنسية التي تتضمنها الأفلام السينمائية المصرية من أهم عناصر الجذب لجمهور الشباب المصري.
وأكدت أن مستويات اللغة في أفلام السينما المصرية تزداد تدنياً وبذاءة مع مرور السنوات، فالمفردات التي كانت غير مقبولة في عام 2010 أصبحت مقبولة ومتداولة في عام 2019.
وأوضحت أن الأفلام السينمائية في مصر تتبارى فيما بينها لتستحدث مفردات جديدة يتداولها الشباب ويستخدمونها في حياتهم اليومية، وأن هناك شركات إنتاج سينمائي بعينها تتبنى الترويج لمضمون العري والعنف والبلطجة في أفلامها.
وأشارت النتائج إلى أن الأفلام ذات مضمون البلطجة والتحرر من عادات وتقاليد المجتمع التي تستخدم الألفاظ البذيئة هي الأفلام الأعلى من حيث الإيرادات والإقبال الجماهيري.
وتوصلت الدراسة إلى أن الأفلام التي يُثار حولها جدل واسع قبل عرضها لا تتمتع بإقبال جماهيري كبير عند عرضها، مؤكدة أن من أكثر الألفاظ البذيئة استعمالاً في الأفلام هي ألفاظ الشتم والسباب.
وأوضحت النتائج أنه في معظم الأفلام يعيش البطل هو وأسرته في بيئة شعبية فقيرة وأماكن عشوائية لا يتوافر فيها الحد الأدنى من الحياة الكريمة ومستواها الاقتصادي متدنٍّ لأبعد حد، ويكون ذلك هو الدافع لارتكاب ما يقوم به من جرائم وانحرافات، وأيضاً لتكون مستويات اللغة المتدنية متسقة مع تلك البيئة.
هناك شركات إنتاج سينمائي بعينها تتبنى الترويج للعري والعنف والبلطجة
أهمية الدراسة
وتنبع أهمية هذه الدراسة، وفق الباحث خليفة، من أهمية المستويات اللغوية في السينما المصرية وتأثيرها على الشباب المصري، التي تنتشر بشكل كبير بين فئات الشباب، وأصبحت تؤثر على عدد كبير منهم.
وأضاف، في تصريحات خاصة، أن الدراسة تأتي في ظل قلة الدراسات السابقة التي أجريت حول المستويات اللغوية في السينما المصرية وتأثيرها على الشباب المصري، مواكبة للأحداث التي تهم المجتمع وتؤثر فيه.
وأشار خليفة إلى أنه يحاول الوصول إلى مجموعة من المعلومات والمفاهيم التي تضيف إلى المعرفة العلمية في ظل تطور المستويات اللغوية التي طغت على وسائل الإعلام الجديدة، ومن ثم إثراء النظرية العلمية حول الألفاظ اللغوية التي يستخدمها الشباب، خاصة في التواصل البشري فيما بينهم، مؤكداً أن الألفاظ اللغوية التي طرأت على اللغة العربية لا تزال تفتقر إلى كيفية الوصول إلى محددات انتشارها وتداولها.
وأكد الباحث أهمية تسليط الضوء على السينما المصرية ومدى أهميتها في ظل مجتمع الإعلام الجديد، وبحث مدى قدرة السينما المصرية في التأثير على الشباب المصري، من خلال المستويات اللغوية التي تحتويها الأفلام العربية بتلك السينمات، وتأثير المستويات اللغوية على الشباب المصري، وخاصة تلك الألفاظ المنتشرة والمتداولة في الأفلام السينمائية المصرية، التي تؤثر سلبًا على سلوك الشباب المصري، وتحديد مدى تأثير المستويات اللغوية في السينما المصرية، والتغيرات الحادثة نتيجة متابعتها.
إصرار على وصم الفقراء بالبذاءة في بعض منتجات السينما المصرية
عينة الدراسة
وقام الباحث بمسح شامل لجميع الأفلام السينمائية المصرية التي تم إنتاجها وعرضت بدور العرض السينمائي خلال الفترة من عام 2010 حتى عام 2019، من خلال القوائم التي أعدها مركز الثقافة السينمائية التابع لوزارة الثقافة الذي يحتوي على جميع المعلومات المتعلقة بجميع الأفلام السينمائية المصرية منذ نشأتها حتى عام 2019، ووجد الباحث في إطار البحث أنه تم إنتاج 255 فيلماً سينمائياً خلال الفترة من يناير 2010 حتى ديسمبر 2019، وتوقف دور العرض والإنتاج السينمائي وفقاً للظروف الحالية التي يمر بها العالم وذلك بسبب فيروس كورونا المستجد (کوفيد 19).
واستقر الباحث على تحليل 5 أفلام هي إجمالي عينة الدراسة الحالية، وذلك من بعد مراجعة موضوعات جميع الأفلام السينمائية المصرية في مجتمع الدراسة، وهي تمثل حوالي 8% من أصل مجتمع الدراسة، وهي: “بون سواريه” عام 2010، و”عبده موتة” عام 2012، و”حلاوة روح” عام 2014، و”كلب بلدي” عام 2016، و”أولاد رزق” الجزء الثاني عام 2019.
واستهدفت الدراسة عينة عشوائية قوامها 400 مفردة متاحة من الشباب المصري المتابع للأفلام السينمائية المصرية، متمثل فيه كل المتغيرات الديموغرافية (نوع، مستوى تعليمي، اقتصادي، اجتماعي، التوزيع الجغرافي للعينة) عبر استمارة تحليل المضمون للدراسة التحليلية، واستمارة الاستبيان للدراسة الميدانية.