الحياة في غزة مُختلفة فهي ترسم الأمل رغم الألم، وتسير بخطوات واثقة نحو الأمام، لمستقبل أفضل رغم ضيق الحصار، تعلن زغاريد الفرح وتلبس أكاليل الورد؛ لتعلن بجمال صمودها نصرها على الاحتلال، فاليد التي تقاوم هي ذاتها التي تتعلم وتحصل على الدرجات العليا؛ لتقف على منصة التخرج وتقول للعالم: غزة رغم الألم إلا أنها تعرف معنى الحياة والفرح.
الأمر الذي جعل الجامعة الإسلامية بمدينة غزة تتزين بالورد في استقبالها مئات الخريجين والخريجات الذين ارتدوا الثوب الأسود الموشح باللون الذهبي وحمل الفوج (41) بعنوان “أفواج الأصالة والتميز”.
أكثر من 160 برنامجًا أكاديميًا يمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة
جزء من فلسطين
من جهته، قال رئيس الجامعة الإسلامية د. ناصر فرحات، خلال كلمته في حفل التخرج: هذه الجامعة جزء من فلسطين، وجزء من شعب فلسطين الصابر، الجامعة اليوم في عامها الرابع والأربعين قد اشتد عودها وتفرعت أغصانها، وما زالت وستبقى تؤتي ثمرها كل حين.
وأشار إلى أن الجامعة في عام 1978م بدأت بتخصصين فقط، هما: اللغة العربية، وأصول الدين، واليوم فيها أكثر من 160 برنامجًا أكاديميًا يمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، إضافة لبرامج الدبلوم المهني المتخصص والدورات التدريبية وتقديم الاستشارات العلمية في المجالات المختلفة.
وذكر فرحات أن الجامعة بدأت بلا مبانٍ، ثم بالخيام، ثم بالبركسات، واليوم الجامعة إضافة إلى فرع الجنوب وفرع الوسطى حيث كلية الطب والمستشفى الجامعي الملحق بها مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، الذي تم تشغيله مؤقتًا لخدمة مرضى الأورام.
جودة التعليم
ولفت فرحات إلى أن الجامعة اليوم وحسب التصنيفات العالمية حيث جودة التعليم والبحث العلمي وتوفر الخدمات والمختبرات، في مقدمة الجامعات الفلسطينية والعربية والعالمية، معبراً عن اعتزاز الجامعة الإسلامية بخريجها وخريجاتها الذين يتقلدون المستويات العليا في المؤسسات الداخلية والخارجية.
فرحات: الجامعة الإسلامية لا تزال وفيةً تقدم خدماتها مرتكزة على رصيد وافر من القيم الإسلامية
وطالب خريجي وخريجات هذا الفوج بأن يكونوا خير ممثل لجامعتهم في الإخلاص والتفاني في العمل، وأن يسخّروا علمهم لخدمة أبناء شعبهم ودينهم ووطنهم.
وأكد أن الجامعة الإسلامية كانت ولا تزال وفيةً لمجتمعها وأمتها، تقدم خدماتها مرتكزة على رصيد وافر من القيم الإسلامية وهي قيم الفطرة السوية التي هي جوهر القيم الإنسانية.
وأضاف: اليوم تخرج الجامعة هذه الكوكبة من الطلبة بجميع تخصصاتها، بعد قضائهم 4 سنوات وهم يكابدون عناء التعلم، زرعتم واجتهدتم، واليوم يوم الحصاد، يوم الفرح، فهنيئًا لكم أيها الخريجون، وهنيئًا للآباء والأمهات تخرج أبنائهم.
خير سفراء
بدوره، قال الخريج بكر مشير المصري، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الخريجي والخريجات: سنكون خير سفراء لهذا الصرح العلمي الكبير في كل الميادين، وسنمضي في طريق من سبقونا نحو التميز والإبداع والبناء.
وأوضح أن ذلك سيكون من خلال العلم الوفير والمهارات العالية التي اكتسبوها كخريجين في الجامعة الإسلامية، ومن أستاذتهم في مُختلف التخصصات.
وأضاف: للأهل دور كبير وعظيم في توفير الأجواء المناسبة لنا للدراسة والمثابرة، وتشجيعنا الدائم على طلب العلم، وها هم اليوم يقطفون معنا الثمار للانطلاق نحو المستقبل.