صوّتت الدول الإسلامية الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضدّ إجراء نقاش حول الانتهاكات التي تُتهم الصين بارتكابها في منطقة شينجيانغ.
وانحازت إلى جانب الصين كل من الدول الإسلامية (الإمارات وقطر وإندونيسيا وباكستان والسودان والسنغال وكازاخستان وموريتانيا)، برفض مشروع قرار يناقش جرائمها بحق مواطنيها المسلمين من الإيغور، وفق موقع “عربي 21”.
ومن الدول الإسلامية التي أيدت مشروع القرار الصومال فقط، من بين الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، في حين امتنعت ليبيا عن التصويت.
وجاء مشروع القرار، بعد أن خلص تقرير للمنظمة الدولية بوقوع جرائم محتملة ضد الإنسانية في حق الإيغور ومسلمين آخرين.
وهذا الرفض الذي جاء بـ19 صوتاً في مقابل تأييد 17 لإجراء النقاش، وامتناع 11 صوتاً، هو المرة الثانية خلال 16 عاماً منذ تأسيس المجلس، التي يُرفض فيها تحرك كهذا.
ويرى مراقبون ذلك انتكاسة لجهود ترسيخ المحاسبة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وكانت الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة بين الدول التي طالبت بالتحرك.
ودوى تصفيق الحاضرين في مشهد نادر الحدوث بعد إعلان النتيجة في القاعة المكتظة بمقر المجلس في جنيف.
بدوره، قال المدير العام لـ”الخدمة الدولية لحقوق الإنسان” فيل لينش: إنه كان من المعيب أن الدول الإسلامية فشلت بشكل كبير في دعم نقاشات في الأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإيغور.
وأكد السفير الإندونيسي فيبريان روديارد أنه بصفتنا أكبر دولة إسلامية في العالم وديمقراطية نابضة بالحياة، لا يمكننا أن نغض الطرف عن محنة إخواننا وأخواتنا المسلمين، ولكنه أضاف أنه بما أن الصين لم توافق، فإن المناقشة لن تسفر عن تقدم ذي مغزى، ومن ثم صوتت إندونيسيا بـ”لا”، وكررت السفيرة القطرية هند المفتاح هذا الانطباع، وفق وكالة “فرانس برس”.
وقال دولكون عيسى، رئيس المجلس العالمي للإيغور، الذي توفيت والدته في أحد المعسكرات وأخواه في عداد المفقودين: “هذه كارثة، هذا مخيب للآمال حقاً”.
وأضاف: لن نستسلم، لكن خاب أملنا حقاً من رد فعل الدول المسلمة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في وقت متأخر الخميس الماضي: القضايا المرتبطة بشينغيانغ ليست قضايا إنسانية بالمرة، لكنها قضايا مكافحة إرهاب وتطرف وميول انفصالية.
وكتبت الوزارة، في منشور على موقعها الرسمي: إن هذا التحرك كان محاولة من الولايات المتحدة وبعض البلدان الغربية لاستخدام مجلس حقوق الإنسان للتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
وقال سفير الصين تشن شو: اليوم، الصين مستهدفة، وغداً، ستكون أي دولة نامية مستهدفة.
وأصدر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوم 31 أغسطس الماضي، تقريراً طال انتظاره، وخلُص إلى أن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ارتُكبت في شينغيانغ، في تحرك زاد الضغوط على الصين.
وتتهم المنظمات الحقوقية بكين بارتكاب انتهاكات في حق الإيغور، وهم أقلية عرقية يدين معظم أفرادها بالإسلام، ويقدر عددها بنحو 10 ملايين نسمة، تقطن منطقة شينغيانغ غرب الصين، بما يتضمن استخدامهم في العمالة القسرية بمعسكرات احتجاز، واتهمت الولايات المتحدة الصين بارتكاب إبادة جماعية.
وتنفي بكين بشدة ارتكاب أي انتهاكات، وتقول: إنها مستعدة للمواجهة إن اتُخذ أي إجراء ضدها.
وأثار القرار معضلات سياسية للعديد من الدول النامية في المجلس المؤلف من 47 دولة غير عازمة على تحدي الصين علناً، خشية تعريض الاستثمارات الصينية فيها للخطر.
ونظمت مجموعة من الإيغور احتجاجاً أمام مقر الأمم المتحدة، ونشرت صوراً لأشخاص يقولون: إن الصين تحتجزهم.