توفي 10 أطفال يمنيين على الأقل من مرضى سرطان الدم في أحد مستشفيات صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد حقنهم بدواء ملوث.
وقالت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، في بيان: إن 10 أطفال على الأقل من مرضى سرطان الدم توفوا في أحد مستشفيات العاصمة اليمنية، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعدما جرى حقنهم بدواء ملوث ومهرّب من الخارج.
وأضافت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنّ 19 طفلاً يعانون من سرطان الدم وتتراوح أعمارهم بين 3 و15 سنة تعرّضوا لمضاعفات إثر تلقيهم دواء تم تهريبه إلى صيدلية خاصة، وأضافت أنّ 10 من هؤلاء الأطفال توفوا، فيما ما زال طفل واحد في حالة حرجة للغاية، و8 أطفال يعانون من مضاعفات خفيفة، وأوضحت الوزارة أنّ تحقيقاتها أفضت إلى اكتشاف تلوث بكتيري في عبوات الدواء المستخدم.
دواء منتهي الصلاحية
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر طبي مسؤول في صنعاء رفض الكشف عن هويته، أن الدواء كان منتهي الصلاحية، وأنّ الأطفال توفوا إثر الحقن مباشرة، مشيراً إلى أن عدد الوفيات قد يكون أعلى مما أعلنت عنه السلطات نظراً لوجود 50 طفلاً في الوحدة ذاتها.
وقالت والدة أحد الأطفال في اتصال عبر الهاتف مفضّلة عدم الكشف عن هويتها خشية تعرّضها للمساءلة: إنّ الحقنة التي أعطيت لابنها (8 سنوات) كانت الأولى في علاجه بعدما اكتشفنا مرضه، وأضافت: أُصيب بآلام مختلفة، فطلب طبيب حقنه بالمهدّئات، لكن آلامه اشتدت وفقد وعيه ثم توفي، لا أستطيع تخيل حياتي بدونه ولا أعرف سبب ما حدث، لكني سمعت الأطباء يتحدثون عن تلوث فيروسي في الجرعة التي أعطيت له ولبقية الأطفال.
تحقيق دولي عاجل
من جانبها، حملت الحكومة اليمنية جماعةَ الحوثي المسلحة مسؤولية وفاة أكثر من 18 طفلاً مصاباً بالسرطان في صنعاء إثر تناولهم لدواء ملوث.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أمس الجمعة: إن التقارير تؤكد أن مليشيا الحوثي وزعت كمية من الأدوية منتهية الصلاحية على المستشفيات بعد التلاعب بتاريخ الانتهاء، مما تسبب في وفاة أكثر من 18 طفلاً من مرضى سرطان الدم.
وأضاف، عبر حسابه على “تويتر”، أن مليشيا الحوثي تتحمل المسؤولية الكاملة عن فاجعة وفاة أكثر من 18 طفلاً من مرضى سرطان الدم، بعد توزيعها جرعة دواء كيميائي منتهي الصلاحية، تم تكديسه لفترات طويلة في مخازن المليشيا، وحقن الأطفال الضحايا بالجرعة الملوثة في أحد المستشفيات بالعاصمة المختطفة صنعاء.
وأشار إلى أن التقارير تؤكد أن المليشيا المسلحة قامت بتوزيع جرعة من الأدوية منتهية الصلاحية، كانت قد حصلت عليها كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، وباعت جزءاً منها، وخزنت كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن تقوم بالتلاعب بتاريخ الانتهاء وتوزيعها على المستشفيات.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بفتح تحقيق عاجل في الواقعة ومحاسبة المتورطين فيها.
من جهتها، دعت 3 منظمات حقوقية يمنية أمس الجمعة، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، والصحة العالمية، لفتح تحقيق دولي عاجل للوقوف على أسباب وتداعيات وفاة وإصابة العشرات من الأطفال المصابين بمرض السرطان في أحد مستشفيات صنعاء الخاضعة للحوثيين، إثر إعطائهم أدوية منتهية الصلاحية وفاسدة.
وقالت منظمات “سام” للحقوق والحريات، و”جسور”، و”المركز الأمريكي للعدالة”، في بيان مشترك: إنه ينبغي للمجتمع الدولي وكافة الجهات الدولية ذات الصلة فتح تحقيق دولي وعاجل في تداعيات وفاة وإصابة الأطفال المرضى بالسرطان.
يُذكر أنه منذ بداية النزاع، تحققت الأمم المتحدة من مقتل وإصابة أكثر من عشرة آلاف طفل، بحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة في مارس 2022.