يجمع قادة جبهة الإنقاذ في تونس على أن نهاية الانقلاب أصبحت وشيكة، وأن القضية مسألة وقت، ووصف رئيس الحكومة الأسبق النائب الأول لرئيس حركة النهضة علي العريض المسيرة التي نظمتها جبهة الخلاص الوطني التونسية، في 15 أكتوبر الجاري، بأنها كانت صيحة في وجه الانقلاب والأطراف الوظيفية التي ساهمت فيه.
وأضاف، في تصريحات لـ”المجتمع”: الجماهير كما شاهدناها قالت لهم: كفى ارحلوا، لقد أغرقتم البلاد سياسياً ودمرتموها اقتصادياً وأفلستم البلاد مالياً وأزّمتموها اجتماعياً.
لا مستقبل للانقلاب
وشدّد على أن تونس ليس لها مستقبل مع الانقلاب وأطرافه الوظيفية، مشيراً إلى أن جبهة الخلاص وأنصارها وجزءاً لا بأس به من الرأي العام مستمرون في النضال حتى إسقاط الانقلاب وإنقاذ البلاد باستعادة الديمقراطية.
العريض: تونس ليس لها مستقبل مع الانقلاب وأطرافه الوظيفية
وأوضح العريض أن الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية دفعت الناس كباراً وصغاراً نساء ورجالاً حتى العجائز والرضع إلى الارتماء في أحضان البحر هروباً من الغلاء وغياب شروط الحياة المجردة تحولها إلى طعام للأسماك وهي تنشد الخلاص والحلم بحياة كريمة.
آمال معلقة
وقال القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني التونسية الأمين البوعزيزي لـ”المجتمع”: إن آمال التونسيين كانت معلقة بالتنمية ومد الجسور وتعبيد الطرقات وبناء المستشفيات والمدارس وتوفير فرص العمل.
وأضاف أنه في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي أوصلنا إليها الانقلاب أصبحت آمال التونسيين معلقة في الحصول على رغيف خبز، وعلبة حليب، وكيلو سكر ولتر زيت وغالباً لا يجدها، وهذا سيزيد من التعبئة الكاملة للشعب التونسي لإنهاء كابوس الانقلاب الذي بدأ كما هو واضح للمتابعين بأنه يترنح.
من جهته، قال القيادي في جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك لـ”المجتمع”: إن الشارع الاجتماعي في طريقه للانضمام إلى الشارع السياسي، وهناك نقطة فارقة في الانتظار هي التي ستعلن نهاية الانقلاب والعودة إلى المسار الديمقراطي، ونحن نسعى بأن يكون هذا التتويج في أقرب وقت ممكن.
البوعزيزي: آمال التونسيين كانت معلقة بالتنمية والآن أصبحت معلقة بالحصول على رغيف خبز
نصاب قارب الاكتمال
أما القيادي في جبهة الخلاص الوطني حبيب بوعجيلة، فقد تحدث لـ”المجتمع” عما وصفه بدخول الانقلاب في مرحلة العبث الحقيقي، مضيفاً أن هذا الانقلاب ليس معزولاً سياسياً في الداخل فقط، بل يقوم حالياً بتفكيك الدولة، وهو يتفرج على الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي تنذر بانهيار البلاد وهو يواصل مواقفه المنغلقة وفي القطيعة مع الواقع الاجتماعي.
بدوره، أكد عضو البرلمان والقيادي في حركة النهضة وجبهة الخلاص بلقاسم حسن، لـ”المجتمع”، أن الاحتلال الفرنسي لم يرحل بعد مظاهرة أو مسيرة، وإنما بعد تراكمات من النضالات، وكذلك الانقلاب باعتباره احتلالاً داخلياً لا يمكن أن يرحل إلا بنصاب قارب على الاكتمال.
وكان آلاف المتظاهرين في تونس خرجوا في مسيرة 15 أكتوبر الجاري بدعوة من “جبهة الخلاص الوطني” طالبوا من خلالها برحيل الرئيس قيس سعيّد عن الحكم والعودة للمسار الديمقراطي.