أمر النائب العام المصري، الثلاثاء الماضي، بالتحقيق في المنشورات المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي والمنسوبة لشخص مجهول يدعى البرنس المصري؛ لأنها تتضمن ازدراءً للدين المسيحي، بعد أن رصدت الإدارة المختصة تداول منشورات ومقاطع مرئية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ويظهر فيها البرنس المصري المتهم بارتكاب عدة جرائم، في مقدمتها استغلاله الدين والترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة وازدراء الدين المسيحي السماوي، والمواطنين المسيحيين، والإضرار بالوحدة الوطنية.
من ناحية أخرى، أخلت جهات التحقيق، أمس الأربعاء، سبيل كاتبة تدّعي الشعر اسمها أمينة عبدالله، بعد التحقيق معها على خلفية البلاغ المقدم ضدها بازدراء الأديان، بسبب ما تضمنه كتابها “بنات للألم”، حيث شبَّهت الذات الإلهية بامرأة، وهاجمت التشريع الإسلامي فيما يخص العلاقة بين الرجل والمرأة، وقالت: “يشغلني كثيراً- أن الله امرأةً محبة- فهي القادرة فقط- على خلق كل هذا الجمال من عدم- وهي القادرة- على فعل الولادة- كل ما هو باعث للحياة أنثوي- حتى ماء الرجال بصفته المائية- ولونه النسوي-أنثوي”.
“لا بد لنا من الاقتران برجل ما- أب- لا يشترط أن يكون رحيماً- زوج- عادة لا يكون محباً- الاقتران بهما ليس صدفةً، ولزيارة الله- الذي خلقني أنثى- لا بد لي من رجل- حتى لو كان ابناً أو زوج بنت- الله يخشى لقاء النساء الوحيدات الوحيدات- لماذا لا يفكر الدين في امرأة غادرها زوجها- برفقة أم ليكون محرمها- ويحرم امرأته- لماذا- يكون الدين عدوانياً على المرأة؟”.
وبينما رأى مراقبون أن هذا كلام سخيف يعبر عن فشل ذريع، ولا يمت للشعر بصلة، فقد هبّت النخب العلمانية والطائفية لتأييد السيدة المذكورة، وتحدثوا عن السلطة الدينية والتكفير والتهديد بالاغتيال ورش مياه النار، وهي أمور لا وجود لها في الواقع ولا تشغل أحدًا.
وقد احتفت المواقع الطائفية خاصة بالموضوع، وندّدت بالإرهاب الإسلامي والقمع الديني! ومحاصرة حرية التعبير والإبداع، وكتبت صحفية تدعى عزة كامل في “المصري اليوم”، الثلاثاء الماضي، تساند أمينة عبدالله، وتندد بما أسمته تشويه سمعتها، وتلفيق قصيدة جنسية لها، وتطالب بإلغاء المادة التي تعاقب من يزدرون الأديان!
وتصادف أن محكمة جنح مصر الجديدة قررت، أمس الأربعاء، تأجيل دعوى اتهام الداعية التلفزيوني مبروك عطية، من جانب المحامي الطائفي المتطرف نجيب جبرائيل بازدراء الدين المسيحي إلى 30 نوفمبر القادم.
وفي الوقت الذي أطلق فيه ناشطون وناشطات من الملاحدة وخصوم الإسلام حملات إلكترونية للتضامن مع من سمت نفسها شاعرة وضد البرنس المصري المجهول، فإنهم التزموا الصمت أمام اتهام مبروك عطية بازدراء الدين المسيحي، وكأنهم يباركون ما فعله المحامي المتطرف نجيب جبرائيل، ويؤيدون معاقبته بالمادة التي يريدون حذفها!