يوافق اليوم السبت 29 أكتوبر الذكرى الـ66 على مذبحة “كفر قاسم” الوحشية بالداخل الفلسطيني المحتل التي راح ضحيتها 49 شهيداً فلسطينياً؛ من بينهم 13 امرأة، و23 طفلاً، قتلوا بدم بارد من أعلى الهرم في الدولة الصهيونية عام 1956.
ووقعت المجزرة في اليوم الأول للعدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي “الإسرائيلي” على مصر في أعقاب تأميم قناة السويس.
ولم يعترف الكيان الصهيوني حتى اليوم بمسؤوليته عن المجزرة، رغم أن حكومته برئاسة بن غوريون في ذلك الوقت حاولت التستر على المجزرة ومنع نشرها ولم تحاسب مرتكبيها.
صمود فلسطيني
وقال إبراهيم أبو جابر، ابن بلدة كفر قاسم، الذي وثق المجزرة: النصب التذكاري لشهداء مجزرة كفر قاسم شاهد على المجزرة والمذبحة التي لا تقل عن مذبحة دير ياسين، فقد تم قتل جميع العمال والمزارعين العائدين من أعمالهم إلى بيوتهم على مدخل البلدة.
وأضاف: في الذكرى الـ66 للمجزرة، تعاني مدينة كفر قاسم من أزمة سكانية خانقة، ومن تهويد للمنطقة الصناعية غرب المدينة من قبل المستوطنين، إضافة إلى ازدياد العنف والجريمة بدعم من الدولة العبرية.
وأشار أبو جابر إلى أن كل بيت في كفر قاسم له صلة بشهداء المجزرة.
وذكّر بأن مخطط الاحتلال فشل في قلقيلية وكفر قاسم بتهجير الأهالي، مشيراً إلى أن أهالي قلقيلية قتلوا ضابطاً كبيراً من العصابات المهاجمة وأوقعوا خسائر في صفوف المهاجمين بالرغم من بشاعة المذبحة.
وقال أبو جابر: في كفر قاسم، صمد الأهالي أمام هول المذبحة، ولم يتركوا منازلهم كما كان يظن الاحتلال وقادته، فبلدة كفر قاسم تحولت من قرية صغيرة إلى مدينة كبيرة عدد سكانها يزيد على 30 ألفاً، وهذا رد عملي على المذبحة البشعة التي رفضت حكومات الاحتلال المتعاقبة الاعتذار عنها للشعب الفلسطيني.
وتابع أبو جابر حديثه قائلاً: ومن رسائل إحياء ذكرى المذبحة إفشال مقولة “الكبار يموتون والصغار ينسون”، فمن يحيي المذبحة ليس الأولاد بل أحفاد الأحفاد، وهذا بحد ذاته رسالة صمود من أهل الداخل إلى حكومات الاحتلال المتعاقبة، فدماء الشهداء تبقى حاضرة في كل مناسبة، وتكون بمثابة الدينامو المولد للطاقة.
بدوره، قال مدير تحرير مجلة “الشروق” الشهرية الصحفي مجد صرصور الذي استشهد جده في المذبحة: المجلة في كل عام تخصص ملحقاً خاصاً للتذكير بهذه المناسبة، ويتناول العدد عدة مواضيع، منها ما هو خاص بالمقابلات للناجين وعائلاتهم، وأخرى تتعلق بالأقلام التي تكتب عن هذه المذبحة النكراء، إضافة إلى مساهمات من مؤسسات وكُتّاب وأدباء وغيرهم ممن يدينون سياسة المذابح التي تعتبر من اختصاص دولة الاحتلال منذ أيام “النكبة”.
ويُحيي الفلسطينيون سنويًا في الداخل المحتل ذكرى المجزرة كفر قاسم، بتنظيم المسيرات والفعاليات التي يتخللها رفع الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، بالإضافة إلى صور شهداء المجزرة.