يدَّعي البعض العلم والمعرفة؛ ومن ثم يسعون لتأسيس منطقه ومعلوماته الغريبة أصلاً ومرجعية من كتاب الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لعلم هذه النوعية من الأدعياء أن المقابل قليل المعرفة والثقافة، إضافة إلى ذلك استغلال العواطف مثل كراهية الشارع العربي المسلم للولايات المتحدة وأوروبا مثلاً، وذلك بسبب تعاملها مع الشارع المسلم وقضاياه سلباً بشكل العموم، ومن خلال هذا الغبش والعواطف يدخل صادق النية، وأيضاً خبيث المقصد والنية، وعدو الأمة تشكيكاً وشراً، وباستغلال الجهل والعاطفة استغلالاً وفهماً سلبياً، مشككاً بنصوص وصحة السُّنة النبوية.
من هذه الأمور التي يطرحها البعض من الفهلوية والسلفية المزورة، قولهم:
1- إن الكرة الأرضية ليست كروية!
وإن قلت لهم: هي كروية، يبادرونك بحجتهم: هل رأيتها أنت كروية أم أمريكا هي التي عرضت لك ذلك وقالت كروية؟!
2- الأرض والنجوم والكواكب ثابتة وغير متحركة!
وإن قلت لهم: إن الأرض والمجموعة الشمسية متحركة؛ يجيبك بتعالم وتذاكي الفهلوي: هل رأيتها متحركة؟ وهل رأيت أنت حركتها؟ إن أمريكا تضحك عليكم وتقول ذلك! وهي العدو الذي يريد المسلم تابعاً له بكل شيء!
يستشهد هؤلاء بأن القرآن العظيم يرفض هذه الكروية والحركة، وأيضاً عقلاً ومنطقاً حسب عقولهم مرفوضة تلك الكروية والحركة، ويدعي البعض أن السُّنة أيضاً مضطربة، كما سعى ويسعى د. عدنان إبراهيم أن يوهم مريديه من أجل رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري، الذي يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: “أتدري أين نذهب؟”، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: “فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، يوشك أن تسجد فلا يقبل منها، فتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم”.
هذا الحديث أيضاً أنكره إبراهيم بقصد التشكيك في البخاري لا بقصد عين الحديث هذا فقط!
من منطلق الحقائق العلمية كما حاول أن يدعي العلاَّمة المفكر إبراهيم! وادعى أن الشمس تغرب بحركة دائمة وتعود لتكوين الليل والنهار والفصول وما شابه، فلذلك هذه الحقيقة العلمية تتناقض مع ما قاله البخاري! وهي تغرب ولا تذهب، ولنا عليه رد بإذن الله تعالى بقصد أن نؤكد صحة ما رواه البخاري وانسجامه مع القرآن والعلوم الحديثة.
القرآن أكد حركة النجوم والكواكب وكروية الأرض، والسُّنة أيضاً أكدت حركة الشمس والمجموعة الشمسية، بل وحركة المجرة.
قال الله تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل: 88).
الغريب فعلاً وهو أقرب للسطحية والسخافة، قول البعض قولاً عكس مقاصد هذه الآية الكريمة ومضامينها العلمية التي تنتظر تطوير العلوم الإنسانية واكتشافات الإنسان لتكون ظاهرة كما ظهرت اليوم، حيث يقول بعضهم: لو كانت الأرض تتحرك لكان من المؤكد أن تكون الصين مثلاً اليوم في المشرق وبعد فترة يجب أن تكون في المغرب وهكذا! وهذا قول لا يقوله عاقل يرى ويتابع العلوم كيف تتطور وبتطورها هذا كيف أظهرت مضامين الآية الكريمة، ومضامينها العلمية التي من الضرورة تكون ضمنية قبل 1400 سنة.
وهذا القول فيه من السطحية والسذاجة لا أقول فيه سطحية علمية، بل هو سطحية بالثقافة الأولوية البديهية، وتصور وفكر فيه وما فيه من القشرية والسطحية المُبالغ فيها.
يتبع..
_____________________________
إعلامي كويتي.