حقق مسلمو أمريكا رقماً قياسياً جديداً في الانتخابات النصفية التي تجري في منتصف مدة الرئيس المنتخب، وشملت الكونجرس (مجلسي النواب والشيوخ) ومجالس الولايات بعدما نجح من إجمالي مرشحيهم الـ146 قرابة 82 فائزاً.
الـ82 مسلماً ومسلمة الذين حققوا انتصارات حاسمة، مقارنة مع 71 فازوا في انتخابات عام 2020، فاز منهم 3 نواب بعضوية مجلس النواب (الكونجرس العام) و38 في برلمانات 23 ولايات أمريكية، والباقي في مجالس إدارات مؤسسات أخرى.
وكشف مركز “جيتباك” (Jetpack) الذي يديره مسلمون يرصدون نتائج الانتخابات بالتعاون مع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) عن نشاط بارز هذا العام للمسلمين للانخراط في الحياة السياسية والدفاع عن هويتهم في مواجهة حملات الكراهية، والمشاركة في وضع السياسات المختلفة التي تخدم دينهم.
وأوضح، في بيان حصلت عليه “المجتمع”، أن عدد من ترشحوا هذا العام من المسلمين في الكونجرس العام لكل أمريكا، وكونجرس (المجلس التشريعي) الولايات المختلفة بلغ 146 مرشحًا أمريكيًا مسلمًا.
وقد تنافس من هؤلاء ثلاثة في انتخابات مجلس النواب وفازوا جميعاً، فيما تنافس 51 مرشحًا على مقاعد المجالس التشريعية في 23 ولاية، وحققوا نتائج ممتازة.
بجانب 21 مسلماً أعضاء في المجالس التشريعية للولايات الأمريكية المختلفة، انضم لهم 16 مرشحًا مسلمًا فائزاً ليرتفع العدد الإجمالي للمشرعين المسلمين في الولايات الأمريكية إلى 43 مشرعاً مسلماً على مستوى أمريكا كلها.
وسبق أن أصبح المجلس البلدي في مدينة “هامترامك” في ولاية ميشيغان كله من المسلمين، وعددهم 6 أعضاء، بمن فيهم رئيس (عمدة) المدينة عقب انتخابات عام 2021.
كما حقق مسلمو أمريكا رقماً قياسياً في الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر 2020، حين ترشح 111 منهم في 25 ولاية أمريكية وفاز 57 منهم.
محجبات بالجملة
المفارقة المهمة التي شهدتها الانتخابات هي فوز محجبات مسلمات بالجملة بعضهن من أصول فلسطينية أو صومالية أو هندية أو آسيوية وأفريقية، منهن الصومالية إلهان عمر في ولاية مينيسوتا للمرة الثالث كعضو بمجلس النواب.
ومعها في الكونجرس العام، المسلم أندريه كارسون، وهو المدعي العام لولاية مينيسوتا وعضو الكونجرس منذ عام 2017، والفلسطينية الأصل رشيدة طليب.
وكان من أبرز المحجبات الفائزات في مجالس كونجرس الولايات التشريعية المحجبة روا (رؤى) رمان من أصول فلسطينية ومولودة في الأردن، التي اشتكت من ممارسات معادية لها بسبب حجابها طوال حياتها واتهامها بالإرهاب، لكنها نجحت في التغلب على هذا العداء للإسلام ودعمها أمريكيون من أطياف مختلفة لتصبح عضواً بالمجلس التشريعي لولاية جورجيا.
ومن المحجبات نبيلة سيد، من أصول هندية، مسلمة، وتغنت بفوزها صحف الولايات الأمريكية لأنها أصغر مرشحه في مجلس ولاية إلينوي حيث تبلغ من العمر 23 عامًا، وباتت أصغر عضو في برلمان الولاية، كما أنها تغلبت على الجمهوريين أنصار ترمب وهزمتهم في عقر دارهم.
وأيضاً زينب محمد، من أصول صومالية، التي فازت في ولاية مينيسوتا مع زميلتها عضو مجلس النواب إلهان عمر، ومنيرة عبدالله.
ومن مفارقات الانتخابات أن ولاية مينيسوتا بات بها 5 نواب مسلمين منتخبين لتصبح الأولى إسلامياً في عدد النواب، وتليها ولاية جورجيا التي بها ثاني أكبر عدد من المشرعين المسلمين في البلاد وهم 4 مسلمين.
بالمقابل، ابتهج مسلمون بخسارة المرشح المسلم العلماني التركي من أنصار أتاتورك، الذي اختاره ترمب ليكون أول مرشح مسلم في انتخابات مجلس الشيوخ، مؤكدين أنه كان سيمثل صورة سيئة للمسلمين حيث يعتنق أفكار ترمب ويعادي الشريعة الإسلامية ويدعو لانخراط المسلمين في الحياة العلمانية.
لا للتهميش
وقد رحب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الأمريكية والمؤسسات والشخصيات المسلمة بهذا الفوز لـ82 مسلماً، واعتبروا ذلك نهاية عهد تهميش المسلمين، مؤكدين أن خروجهم للحياة السياسية والمشاركة بقوة في التشريع يضمن للجالية المسلمة الكبيرة دورها في حماية هويتها.
وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، في بيان: إن هذا الفوز المهم تحول مهم في تاريخ مسلمي أمريكا ينقلهم من مجتمع مُهمش ويجري تهميشه سياسياً إلى مجتمع فاعل يشارك في تشريع القوانين التي يعيش بموجبها المسلمون في الولايات.
وأكد أنه منذ اضطهاد المسلمين بشكل متزايد عقب هجمات 11 سبتمبر وتزايد “الإسلاموفوبيا”، تم التخطيط لمشاركة المسلمين بصورة أكبر في الحياة السياسية، وهذه النتائج والفوز شهادة على الصعود المستمر للمجتمع المسلم في السياسة الأمريكية.
واعتبر أن هذا تحول سياسي مهم للمجتمع المسلم الأمريكي من اعتبارهم مجرد أصوات مهمشة أو تم تهميشها إلى صناع قرار، بحسب موقع “كير”، في 9 نوفمبر 2022.
واعتبرت صحف أمريكية هذا الفوز المهم للمسلمين مؤشراً قوياً على اختيارهم النزول للحلبة السياسية وعدم الاكتفاء بانتخاب غيرهم ليشرعوا لهم أسلوب حياتهم.
وأدلى ما يقرب من 1.1 مليون ناخب مسلم بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والكونجرس والولايات؛ ما أثر على نوعية الفائزين.
وشارك 91.2% من المسلمين في الانتخابات النصفية، وهي نسبة قريبة من نسبة مشاركتهم في انتخابات عام 2018 التي بلغت 95%.
وللاطلاع أكثر على قائمة المسلمين الأمريكيين المنتخبين اضغط هنا