احتفى الديمقراطيون، الجمعة، في النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي، مؤكدين أنهم تجنبوا نكسة كبيرة في مجلس النواب، بالإضافة إلى صد “المد الأحمر” للحزب الجمهوري وفق دعايته الانتخابية.
وأقر الجمهوريون بفشل “المد” الذي كانوا يتوقعونه في الانتخابات النصفية، ولكنهم تمكنوا من الحصول على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب الذي كان الديمقراطيون يسيطرون عليه قبل الانتخابات، إلا أنهم لم يحسموا انتخابات “الشيوخ” حتى الآن.
مجلس الشيوخ
ويستمر الفرز، الجمعة، في كل من الولايتين أريزونا ونيفادا، في حين يتقدم الديمقراطيون في الأولى، أما الثانية فيتقدم الجمهوريون فيها، بحسب المعطيات في شبكة “سي أن أن” الأمريكية.
وتبقى ولاية جورجيا هي الحاسمة في انتخابات مجلس الشيوخ، إذ إنه في حال انتهت النتائج في أريزونا ونيفادا للحزبين كما يأملان، فإن النتيجة ستكون 50 مقعداً للجمهوريين مقابل 49 للديمقراطيين.
وفي حال فوز الجمهوريين في جورجيا، فإنهم سيسيطرون على الشيوخ، أما في حال فوز الديمقراطيين فإنهم سيتساوون مع الحزب الجمهوري بعدد المقاعد، ما يعني أن صوت نائبة الرئيس “كاميلا هاريس” سيكون فاصلا لصالح الديمقراطيين.
ويحتاج أي حزب للسيطرة على مجلس الشيوخ، الحصول على 50+1 مقعد، من أصل 100، وفي حال تساويهما، يحسم صوت نائب الرئيس الأغلبية.
حسم السيطرة على مجلس الشيوخ سيؤجل إلى جولة إعادة في ولاية جورجيا في مطلع ديسمبر.
مجلس النواب
أما في انتخابات مجلس النواب، فمع حصول الجمهوريين على 211 مقعداً حتى الآن بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، يبدو الجمهوريون في طريقهم لتأمين أغلبية ضئيلة في مجلس النواب المكون من 435 مقعداً.
وحصل الديمقراطيون حتى الآن على 198 مقعداً، في حين يحتاج الجمهوريون إلى 7 مقاعد فقط ليبلغوا 218 مقعداً للسيطرة على غالبية المجلس.
نجاح للديمقراطيين بتجنب نكسة
وإذا صحّت التوقعات، فستشكّل الانتخابات التي جرت الثلاثاء أفضل أداء لرئيس في منصبه منذ عقدين.
ولم ينتظر بايدن صدور النتائج النهائية للاحتفال بنجاح الديمقراطيين في تجنّب انتكاسة أكبر كانت متوقعة بعدما ركّز الجمهوريون حملتهم على فشله في التعامل مع ارتفاع معدلات التضخّم.
وفي وقت مبكر من مساء الأربعاء، اتصل بايدن بزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي الذي يتوقع أن يتولى رئاسة المجلس في حال استعاده حزبه، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وحتى إذا نالوا أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، سيحظى الجمهوريون بسلطة رقابية كبيرة تعهّدوا استخدامها لإطلاق تحقيقات تستهدف بايدن والمقرّبين منه.
ويسعى الجمهوريون لاستغلال أي خطأ يرتكبه المعسكر الديمقراطي بينما يضعون انتخابات 2024 الرئاسية نصب أعينهم.
ترمب يخرج “ضعيفاً”
والأربعاء الماضي، أقر ترمب الذي كان يراهن على تحقيق أنصاره فوزاً كبيراً للإعلان عن قراره الترشّح للانتخابات مجدداً، بأن نتائج انتخابات منتصف الولاية كانت “مخيّبة للآمال نوعاً ما”.
لكنه عاد وهاجم، الخميس، ما سماها “السردية الكاذبة لوسائل الإعلام الفاسدة بأنني غاضب من انتخابات نصف الولاية”، وأضاف: “لست غاضبًا على الإطلاق، لقد قمت بعمل رائع (لم أكن مرشحاً!) وأنا مشغول جداً بالتطلع إلى المستقبل”، مؤكدا أنه اختار الكثير من الفائزين في الانتخابات من بين المناصرين له.
وتعهّد الرئيس السابق إعلاناً كبيراً جدّاً في 15 نوفمبر، ساعياً على ما يبدو لإضعاف خصومه المحتملين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وهو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
لكن نتائج انتخابات منتصف الولاية ستعزز موقع ديسانتيس، وقال الحاكم البالغ 44 عاماً: ما زال أمامنا الكثير الذي يتعيّن علينا القيام به، بدأت معركتي للتو.
ولدى سؤاله، الأربعاء الماضي، عن التنافس بين ترمب وديسانتيس، قال بايدن: سيكون من المسلي مشاهدتهما يتعاركان.
وكان يفترض أن تفتح انتخابات منتصف الولاية الطريق أمام ترمب لإطلاق ترشيحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، لكن بدلاً من ذلك انتهت الأمسية الانتخابية بخيبة أمل له، بعدما عززت النتائج موقف منافسه الجمهوري الرئيس.
ووضع ترمب ثقله شخصياً في الحملة الانتخابية، وكان يحلم بانتصار ساحق للجمهوريين.
وقال ترمب على شبكته “Truth Social”: رغم أن انتخابات الأمس كانت مخيبة للآمال إلى حد ما من وجهة نظري الشخصية، فإنها شكلت انتصاراً كبيراً.
لكن الانتصار المدوي من جانب الجمهوريين كان فوز رون ديسانتيس الذي أعيد انتخابه حاكماً لفلوريدا، وأصبح أبرز خصم محتمل لدونالد ترمب في السباق للانتخابات التمهيدية للجمهوريين عام 2024.
وفوزه الكبير يرسخ وضعه كالنجم الصاعد في الحزب الجمهوري، ومن الآن وصفته مقالة نشرتها “فوكس نيوز”، صباح الأربعاء، بأنه الزعيم الجديد للحزب الجمهوري.
وقبل الانتخابات، عبر زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عن قلقه من نوعية المرشحين الذين دفعهم ترمب إلى الواجهة.
فقد فشل الجراح النجم التلفزيوني محمد أوز الذي رشحه الرئيس السابق في الفوز بمقعد أساسي لعضوية مجلس الشيوخ في بنسلفانيا، حيث هزم أيضاً المرشح المحافظ جداً والمناهض للإجهاض دوغ ماستريانو الذي كان موجوداً أثناء الهجوم على مبنى الكابيتول، في معركة منصب حاكم الولاية.
وقد يكون ترمب فقد هالته كـ”صانع ملوك” رغم استثناء واضح في أوهايو، مع فوز جي دي فانس بمنصب سيناتور.