لحظات يصعب وصفها حينما سجد محمد الللي وطفله أسامة، سجود الحمد والشكر لله على كرمه بعد أن منَّ عليه حفظ القرآن الكريم كاملاً رغم أن عمره 6 أعوام وبضعة شهور ليتوج بذلك أصغر حافظ ليس على مستوى قطاع غزة المحاصر بل على مستوى فلسطين.
رحلة الحفظ
تكريم الحافظ أسامة ما جاء إلا بعد الاستعانة بالله تعالى والدعاء وجهود والديه واهتمام إدارة مدرسته به، حيث كانت رحلة الحفظ تستمر لساعات متواصلة من الفجر إلى الظهر.
وقال والد أسامة (31 عاماً) لـ”المجتمع”: بداية مشروع الحفظ لطفلي كانت منذ أن كان جنيناً في رحم والدته، حيث كانت تسمع القرآن الكريم.
وبيَّن وهو يردد كلمات الشكر والحمد لله، أن اسم طفله جاء تيمناً بالصحابي أسامة بن زيد رضي الله عنه، لما كانت له مكانة وحب في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يجد الأمر أكبر من مجرد اسم.
وأشار إلى أن طفله أسامة حينما بلغ 3 سنوات من عمره أصبح لديه القدرة على الحفظ بالتلقين، والقدرة على ترديد السورة كاملة بشكل صحيح.
وأضاف، في حديثه وهو يحتضن طفله: عملت مع والدته على تحفيظه العديد من السور التي منها سورتا “الرحمن” و”الواقعة”، ومع ذلك كنت أحاول ألا يعتمد في الحفظ على التلقين؛ بل أريد أن يتعلم القراءة، وبالفعل تعلمها وهو في عمر 5 سنوات تقريباً.
مدرسة التابعين
وكان لمرحلة انتقاله من الروضة إلى المدرسة دور كبير في هذا الإنجاز، حيث يقول والده: حينما ذهبت لتسجيل أسامة في مدرسة التابعين الشرعية قامت إدارة المدرسة باختباره، فأكدت بعد ذلك أن الطفل نابغة، ووضعت محفظاً خاصاً به.
وأشار إلى أن مُحفظه جعفر زينو كان له جهد كبير في أن يتم أسامة الحفظ خلال (6 أشهر ونصف شهر).
وبين أنه كان يتعاون مع زوجته في تحفيظ أسامة القرآن في هذا العمر، والمتابعة مع محفظه في المدرسة.
وأضاف: كنت في بعض الأوقات أشعر بالضعف حينما أنظر لطفلي وأرى بأنه ما زال طفلاً، لكن سرعان ما أزيل ذلك من تفكيري حينما أرى ملامح تحقيق الهدف قد اقتربت أكثر وأكثر بكل جزء ينتهي أسامة من حفظه.
وذكر والد أسامة أنه كان حريصاً على تقديم الحوافز المادية والمعنوية لطفله، ويجعل له وقتاً من اللعب خاصة أنه ما زال صغيراً.
ولفت إلى أن رضا والديه والدعاء له ولذريته كان من أسباب هذا التتويج لطفل بهذا العمر، خاصة أنه كان يحرص على الاهتمام بهما ورضاهما.
وفي رسالته للآباء، قال والد الحافظ أسامة: ليس مُحالاً أن يحفظ أطفالكم القرآن وهم صغار، لكن الأمر يحتاج أولاً الاستعانة بالله تعالى ثم الكثير من الدعاء وتكاتف الجهود بين العائلة، والمدرسة.
ودعا إلى دعم مدرسة التابعين الشرعية لما لها من دور كبير في تحفيظ الطلبة القرآن في المراحل الدراسية المُختلفة وتربيتهم التربية الصالحة.