في محاولة لربط مدينة القدس المحتلة بمستوطنات “غوش عتصيون” جنوب الضفة الغربية المحتلة، وتسهيل وصول المستوطنين للمدينة، تنوي بلدية الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع المقبل، افتتاح القسم الشمالي من مشروع توسعة طريق الأنفاق (60) بطول حوالي 105 كيلو متر.
واعتبرت بلدية الاحتلال أن الطريق يشكل “شريان النقل الرئيس الذي يربط القدس بمستوطنات غوش عتصيون وبيتار، والمناطق المحيطة بها في جنوب المدينة”.
ويتضمن القسم الشمالي من المشروع إنشاء جسر بطول 360 مترًا، ونفق جديد بطول 270 مترًا.
وإلى جانب الأنفاق الحالية، تمت إضافة مسلكين إضافيين للمرور في كل اتجاه، وأيضًا مسلك خاص للمواصلات العامة، يتغير وفقًا لساعات الذروة، بحيث يُفتح صباحًا للسفر من “غوش عتصيون” إلى مدينة القدس، وفي فترة ما بعد الظهر سيتغير بالاتجاه المعاكس”.
وقال رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون: إن” طريق الأنفاق سيزيد من إمكانية الوصول من وإلى القدس”، علمًا أنه من المتوقع اكتمال العمل في المشروع بأكمله عام 2024.
ضم القدس
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يوضح في حديث لوكالة “صفا” أن بلدية الاحتلال تهدف من توسعة طريق الأنفاق إلى ربط القدس مع المستوطنات، وتحديدًا “غوش عتصيون” في مدينة بيت لحم، من أجل ضمها عمليًا على الأرض.
والهدف من المشروع أيضًا، تسهيل وصول المستوطنين إلى المدينة المقدسة ومحيطها، ولتوسعة الطرق بحيث تستوعب عدد أكبر منهم.
ويبين أن المشروع يعتبر من أضخم المشاريع الاستيطانية، والذي يشمل إقامة شبكة من الطرق والأنفاق، ما يعني مصادرة آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الضفة والقدس، وحرمانهم من استخدامها
والشارع الاستيطاني رقم (60) المعروف بطريق الأنفاق يربط القدس بالتجمع الاستيطاني “غوش عتصيون”، وهو المحور الرئيس الذي يخرج من القدس ويدخلها من وإلى جنوب الضفة، مما يتيح الوصول إلى بيت جالا والقرى المحيطة بها.
ومؤخرًا، أقرت بلدية الاحتلال وما تسمى وزارة البنى التحتية خطة ضخمة لتوسيع مستوطنات جنوب القدس وربطها بمستوطنات “كفار عتصيون”، ودمجها بشبكة الطرق والأنفاق التي يجري شقها منذ أكثر من عامين.
وفي آذار/مارس 2020، بدأت أعمال توسيع جميع الأنفاق جنوب القدس، بما يشمل مضاعفة طريق النفق، ورصف نفق آخر، لتسهيل دخول وخروج المستوطنين من مستوطناتهم نحو المدينة المقدسة بطريقة سريعة وآمنة، دون المرور من داخل التجمعات الفلسطينية.
وتيرة متسارعة
ويشير أبو دياب إلى أن الاحتلال يعمل بوتيرة متسارعة لفرض أمر واقع جديد على القدس، وتغيير محيطها، وأيضًا للسيطرة على كامل الأرض وضمها، وتهيئتها للتوسع باتجاه المستوطنات في الضفة الغربية.
ويتضمن تطوير وتوسعة طريق الأنفاق قسمين، شمالي يمتد من مفترق “روزماري” في القدس إلى الطرف الجنوبي لجسر مستوطنة “جيلو”، وجنوبي يبدأ عند جسر “جيلو”، وينتهي عند مفرق قرية حوسان في بيت لحم، ملتهمًا مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
ويبين الباحث المقدسي أن النفق الجديد الذي أقامه الاحتلال بطول 270 مترًا يخترق أحد الجبال الواقعة بين القدس وبيت لحم، ومن ثم ربطه بالجسر المقام فوق وادي يتبع لقرية الولجة، وصولًا إلى بيت لحم والخليل.
ويلفت إلى أن هذه الطريق لا يسمح الاحتلال للفلسطينيين باستخدامها والمرور عبرها، إلا فقط للمستوطنين وحاملي “الهوية الإسرائيلية”.
وتسعى سلطات الاحتلال من خلال مشاريعها الاستيطانية، إلى “ضم مستوطنات معاليه أدوميم شرقًا، وغوش عتصيون جنوبًا، والمستوطنات القريبة منها، إلى حدود المدينة المقدسة”.
ويؤكد أبو دياب أن الاحتلال يريد فصل الطرق التي يستخدمها الفلسطينيون في الضفة والقدس، عن التي يسلكها المستوطنون، بحجة “توفير الأمن والأمان لهم، وسرعة وصولهم إلى المدينة المحتلة ومحيطها”.
ويفيد بأن الاحتلال عمل على توسعة وإقامة طرق وأنفاق جديدة تربط بين القدس ومدن الضفة، وخاصة المستوطنات، ولا يزال يواصل العمل على تهيئة أخرى وافتتاحها أمام المستوطنين.