ضاعف الحزب الإسلامي الماليزي (PAS)، القريب من فكر جماعة الإخوان المسلمين، حصته بأكثر من الضعف (150%) في الانتخابات الماليزية التي جرت يوم 19 نوفمبر 2022، وحصد 49 مقعدًا؛ مما جعله أكبر حزب منفرد في البلاد يحصل على هذه النتيجة.
وهنأ موقع الحزب على “فيسبوك” 49 من مرشحيه فازوا في الانتخابات، مقارنة بـ18 مقعداً فقط كانت له في برلمان عام 2018، مؤكداً أن “باس” تمكن من التغلب على جميع الأحزاب، وتشكيل الأغلبية في البرلمان.
وقبل الانتخابات العامة الماليزية 2022، حصل الحزب على 18 مقعدًا من 222 مقعدًا في برلمان عام 2018، كما كان يشارك في إدارة مجلس الولاية في 8 ولايات من أصل 13 ولاية في البلاد.
والحزب الإسلامي الماليزي (PAS) تيار متأثر بأفكار جماعة الإخوان المسلمين في ماليزيا، ويرأسه عبدالهادي أوانج، وهو أيضًا رئيس حكومة ولاية “ترغكانو”، وسبق أن شارك في حكومة ائتلافية حتى عام 1978، ويحكم عدة ولايات ماليزية.
ويحكم الحزب الإسلامي الماليزي ولاية “ترغكانو” أو دار الإيمان، حيث فاز الحزب الإسلامي في الانتخابات في هذه الولاية منذ عام 1999 ويشغل منصب رئيس وزراء هذه الولاية الغنية بالنفط رئيس الحزب عبدالهادي أوانج منذ عام 1999.
كما يحكم ولاية “كلنتن” دار النعيم، التي يحكمها الحزب من 36 عاماً، ويحكمها الشيخ نك عبدالعزيز نك (توفي إلى رحمه الله) والذي أعيد انتخابه 5 مرات لرئاسة حكم الولاية.
كما أنه يشارك في حكم ولايتي “كيدا أو قدح” دار الأمان و”فيرق” دار الرضوان منذ أن فاز تحالف المعارضة فيها في انتخابات 2008، وولاية “سلاغور” دار الإحسان الصناعية التي يسيطر عليها الحزب متحالفاً مع حزب العمل الديمقراطي وحزب عدالة الشعب (حزب أنور إبراهيم).
ودخل هذا الحزب الإسلامي في انتخابات 2022 ضمن “تحالف العقد الوطني” (بيركاتان ناسيونال) الذي يقوده حزب رئيس الحكومة السابق محيي الدين ياسين، وحدة الملايو (برساتو)، وأحزاباً صغيرة، وحققوا سوياً 73 مقعداً من 222.
وكان من نصيب الحزب الإسلامي وحده 49 منها، بزيادة تعادل 150% من مقاعده في البرلمان السابق، وهو إنجاز مهم، مقابل 24 لحزب ياسين (بيرساتو).
وفي الانتخابات الماضية عام 2018، كان الحزب الإسلامي متحالفاً أيضاً مع رئيس الحكومة محيي الدين ياسين.
ورغم فوز الحزب الإسلامي (كحزب منفرد) بأعلى المقاعد، فقد كلف ملك ماليزيا تحالف أنور إبراهيم ذي التوجه الإسلامي لتشكيل الحكومة، حيث حصل تحالفه على أعلى نسبة في البرلمان وهي 82 مقعداً من 222، مقارنة بالتحالف الذي شارك فيه الحزب الإسلامي الذي فاز بـ73 مقعداً فقط.
وفاز “تحالف الأمل” (بكاتان هارابان) بزعامة زعيم المعارضة منذ فترة طويلة أنور إبراهيم ذي التوجه الإسلامي بـ82 مقعدًا برلمانيًا، ليحتل المركز الأول لكن أقل أيضاً من 112 مقعدًا اللازمة للأغلبية وتشكيله حكومة، لكنه تحالف مع الحزب الحاكم سابقا (أمنو) الذي فاز بما بين 26 و30 مقعداً، وفق تقديرات متضاربة ليشكلا معاً نسبة أعلى من 112 اللازمة للأغلبية في البرلمان لتشكيل حكومة.
وتراجعت حصة “حزب العدالة” بقيادة أنور إبراهيم (منفرداً) إلى 31 مقعداً، ضمن هذا الائتلاف، بعد خسارته 16 مقعداً من حصته السابقة في البرلمان؛ ما يعني أن الحزب الإسلامي هو الفائز الفعلي بأكبر نسبة مقاعد وهي 49 مقعداً.
وكانت المفاجأة هي خسارة رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير مقعده في أول هزيمة انتخابية منذ 53 عاماً في ضربة قد تشير إلى نهاية مسيرة سياسية استمرت 7 عقود للسياسي المخضرم العجوز (97 عاماً)، الذي يرى مراقبون أن عدم انتخابه يرجع لكبر سنة وتوقع الناخبين أنه لن يقدم جديداً.
وجاءت هزيمة مهاتير محمد أمام مرشح تحالف بريكاتان، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين، ويشارك معه الحزب الإسلامي.
وسبق لمهاتير تأكيد أنه سيتقاعد من السياسة إذا خسر، مؤكداً: “الشيء الأكثر أهمية هو نقل تجربتي إلى القادة الأصغر سناً في الحزب”.
وكان رئيس الوزراء الماليزي السابق ورئيس (بريكاتان الوطنية) محيي الدين ياسين المتحالف مع الحزب الإسلامي أعلن حصوله على دعم كتلتين سياسيتين في سعيه لتشكيل حكومة جديدة لكنه لم يفز بعد بالأغلبية المطلوبة.
حيث تعززت أغلبية تحالفه من 73 إلى 101، لكن هذا الرقم أقل من الأغلبية المطلوبة البالغ عددها 112.