انطلاقاً من دورها الريادي، ورسالتها الإعلامية، ومستهدفات خطتها الإستراتيجية بالاهتمام بقضايا المرأة المسلمة، أقامت مجلة “المجتمع” بالتعاون مع أمانة العمل النسائي في جمعية الإصلاح الاجتماعي، ومركز اتزان للاستشارات والتدريب، مساء أمس الأربعاء، الملتقى الإعلامي التربوي الأول بعنوان “الصحة النفسية للمرأة”، بحضور ما يقرب من 1000 مشاركة من مختلف الجنسيات المقيمة بالكويت.
وقد تضمن برنامج الملتقى محاضرتين؛ الأولى بعنوان “الصحة النفسية واجب شرعي” للمستشارة الأسرية د. هالة سمير، والثانية بعنوان “صحة الأسرة النفسية صمام أمان” للاستشارية النفسية د. حنان القطان.
من جانبها، تحدثت المستشارة الأسرية د. هالة سمير حول أهمية الصحة النفسية وكيفية الاهتمام بها وتنميتها والحفاظ عليها، مؤكدة أنها ضرورة شرعية، مستشهدة بقوله الله تعالى في سورة الشمس: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) (الشمس).
وأوضحت د. سمير أن النفس السوية هي التي عندها اتزان، مشيرة إلى أن المولى عز وجل جعل الفطرة السوية في قلب كل إنسان حتى لو كان بعيداً عن الله.
وقالت: إن الإسلام كرَّم المرأة وقدَّرها، وخصَّها الله بسورة في القرآن، داعية المرأة أن يكون مرجعها في كل أمورها ومصدر سعادتها هو الله تبارك وتعالى.
ودعت د. سمير أيضاً إلى استحضار النية ورضا الله عز وجل في أي عمل تقوم به المرأة سواء مع أسرتها أو مجتمعها، وتعيش سعيدة باتزان نفسي بعيداً عن إرضاء من حولها والمقارنات الدنيوية.
وأشارت إلى أنها تخاطب المرأة بخطاب مضاعف؛ لأنها الأم والأخت والزوجة والصديقة والشخصية الودودة التي تراعي الآخرين وتسعى لإسعادهم.
ونبهت د. سمير إلى أن سر الصحة النفسية للمرأة تأتي من 3 أمور؛ أولها أن يكون لها ركن شديد تلجأ إليه، وهو حالها مع الله، وإيمان راسخ في القلب، وصبر واحتساب عند الشدائد.
د. هالة سمير
وفي نهاية المحاضرة، شكرت المستشارة الأسرية د. هالة سمير مجلة “المجتمع” لما تقوم به من دور مؤثر في المجتمع، مشيرة إلى أنها كانت بالنسبة لها مرجعاً في الشؤون التربوية والإيمانية.
كما شكرت د. سمير الاستشارية النفسية د. حنان القطان على دورها التربوي في المجتمع، داعية الله تعالى أن يجعل مركزها صرحاً للقيمة الحقيقية التربوية الأسرية الإيمانية.
وفجرت د. هالة سمير مفاجأة على مسرح جمعية الإصلاح لأول مرة، حيث تحدثت عن دور الشيخ الراحل أحمد القطان في هدايتها للحق من خلال سماعها لإحدى خطبه على شريط الكاسيت يسأل أحدهم الشيخ عن الهجمة المرتدة في الصحافة عن المعايرة بالماضي، فقال: أيعايروني بماضيّ.. والله إني لأحتسب لله هذا الأمر.
وقالت: بكيت بكاءً رهيباً، وتذكرت أني كنت أعاير بماضيّ.
وأضافت: كان الشيخ القطان رحمه الله سبباً في ثباتي، وأن أمضي وأقول: إنني على خطاه حيث لا يدري.
ودعت د. هالة إلى دعم مشروع الإرث الدعوي للشيخ القطان الذي تشرف مجلة “المجتمع” على حفظه ونقله لجمهور المسلمين عبر منصات الإعلام الرقمي الحديثة.
من جهتها، رحبت الاستشارية النفسية د. حنان القطان بزيارة د. هالة سمير ضيفة عزيزة إلى الكويت وحضورها في هذا الملتقى، وابتدرتها بأبيات شعرية كان والدها الشيخ الراحل أحمد القطان، رحمه الله، يستقبل بها ضيوفه ومحبيه.
وأشارت د. حنان إلى أهمية صحة الأسرة النفسية، لافتة إلى أنها صمام أمان.
وقالت، في محاضرتها: لماذا الصحة النفسية للمرأة؟ لأن المرأة ليست كالرجل حتى في أوجاعها واضطراباتها النفسية وآلامها تختلف عن الرجل.
د. حنان القطان
ودعت د. حنان القطان إلى أن تكون المرأة متزنة في كل مراحل حياتها الأسرية وممارسة أدوار محددة تعطيها نسبة مئوية تعيشها.
هذا، وتخلل برنامج الملتقى فقرة لمجلة “المجتمع” عن بعض المساهمات والمبادرات التي توفرها المجلة لخدمة القضايا الأسرية في المرحلة المقبلة، كما عرضت “فيديوجراف” من إنتاجها حول عنوان الملتقى “الصحية النفسية للأسرة المسلمة”.
وشهد الملتقى تفاعلاً واسعاً من الحضور وجرى نقاش بينهم وبين الضيفتين المحاضرتين حول أهمية تعزيز الصحة النفسية عند المرأة.
جانب من الحضور