توفي العلاَّمة د. محمود الطحان، أحد علماء الحديث والمصطلحات في مدينة حلب السورية، مؤلف أشهر الكتب المعاصرة في علوم الحديث، وأشهرها: “تيسير مصطلح الحديث”، و”أصول التخريج ودراسة الأسانيد”، وغير ذلك من المؤلفات والتحقيقات.
وقد انتفع بكتابيه المذكورين أكثر المشتغلين بعلوم الحديث في أول طلبهم لعلوم الحديث، وكانت مؤلفاته مقررات في علوم السُّنة والحديث في جامعات ومعاهد العالم.
نشأته ودراسته
ولد د. محمود أحمد الطحان الحسيني بحلب عام 1935م، ثم انتقل إلى منبج، ثم إلى حلب، ونشأ في أسرة متدينة، ووالده الحاج أحمد الطحان.
درس الابتدائية، قسماً منها في الباب، وقسماً منها في منبج.
دخل الثانوية الشرعية بحلب وتخرج فيها حاملًا شهادتها عام 1954م.
بدأ في حفظ القرآن الكريم، في مدرسة الحفاظ، عند الشيخ محمد نجيب خياطة، ثم أكمل عنده حفظ القرآن الكريم، خلال دراسته في الثانوية الشرعية بحلب، فكان يقرأ عليه في جامع الخسروية، بعد صلاة الفجر، فأكمل حفظ القرآن الكريم في سنتين.
انتسب إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق وذلك في عام 1956م، وتخرج فيها عام 1960م، بعد 4 سنوات من الدراسة فيها بتفوق، وكان قد تزوج خلال فترة دراسته في الجامعة وقبل تخرجه فيها، ثم التحق بعد تخرجه من كلية الشريعة، بالخدمة الإلزامية وتخرج ضابط احتياط عام 1961م.
شيوخه
وكان من شيوخه في الثانوية الشرعية نخبة من أهل العلم، منهم: الشيخ عبد الوهّاب سكر، والشيخ محمد أبو الخير زين العابدين (التوحيد)، والشيخ الفقيه محمد الملاح (علم المصطلح والبلاغة والفقه الحنفي)، والشيخ محمد نجيب خياطة، شيخ القراء بحلب (تلميذ الشيخ المقرئ أحمد أبو التيج المدني، مؤسس علم القراءات في حلب)، (التجويد والتلاوة والفرائض)، والشيخ الفقيه محمد سلقيني، والشيخ الفقيه اللغوي محمد أسعد عبجي، مفتي حلب (علم العروض)، والشيخ الفقيه اللغوي محمد ناجي أبو صالح، والشيخ اللغوي عبدالله حماد (علم الصرف).
ومن شيوخه في الأزهر بمصر: الشيخ د. محمد محمد أبو زهو، صاحب كتاب “الحديث والمحدثون”، والشيخ د. محمد محمد السماحي، أحد علماء الحديث رحمه الله، وله مؤلفات، وزاره في منزله.
تلاميذه
من تلاميذه: د. عبدالرزاق الشايجي، الداعية د. محمد العوضي، أ.د. حسام الدين عفانة، د. وليد الطبطبائي، د. فهد الخنه، د. نهاد عبيد.
عمله
عمل إماماً وخطيباً في جامع الزيارة بمنبج، وفي عدة مساجد بحلب، ثم عين مدرساً لمادة التربية الإسلامية في القطر السوري، في الحفة، واللاذقية، وفي الثانوية الشرعية بحلب، وغيرها من الثانويات العامة بحلب، واستمر على ذلك إلى عام 1965م.
تعاقد مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ودرّس فيها الحديث النبوي ومصطلحه، في أثناء دراسته للماجستير وطلبه لدرجة الدكتوراة، وبقي يدرس فيها لمدة عشر سنوات.
وخلال وجوده في السعودية، درَس الماجستير عام 1969م وكانت بحثاً ولم تكن رسالة، ثم حصل على درجة الدكتوراة في الحديث الشريف، من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1971م، برسالة عنوانها «الحافظ الخطيب البغدادي وأثره في علوم الحديث»، وكان المشرف عليها الشيخ عبدالوهّاب عبداللطيف، رحمه الله، وبعد وفاته عين مكانه كمشرف الشيخ محمد الحكيم، رحمه الله، وكان د. محمد السماحي عضواً في المناقشة، وطُبعت الرسالة على نفقته في العام 1981.
ثم انتقل إلى كلية الشريعة بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية بالرياض وبقي فيها مدة 7 سنين، وألَّف فيها كتابه الشهير «تيسير مصطلح الحديث»، وذلك في العام 1977، الذي قُرّر لطلاب كلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض، وبعده بسنة أو سنتين خرج كتابه الآخر في علم المصطلح الذي يحمل اسم «أصول التخريج ودراسة الأسانيد»، وهو أول كتاب جامع في التخريج ودراسة الأسانيد، وكلاهما مقرر في عدد من الجامعات.
ثم انتقل إلى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت عام 1982 – 2005م، بعد افتتاحها، واستمر فيها أستاذاً للحديث الشريف ومصطلحه، حتى بلوغه السبعين عاماً، ورجوعه إلى بلده حلب الشهباء، رأس خلال عمله في جامعة الكويت قسم التفسير والحديث، وبرنامج الحديث الشريف لدرجة الماجستير لعدة سنوات، وأشرف على عدد من الطلاب والطالبات.
مؤلفاته
– تيسير مصلح الحديث.
– أصول التخريج ودراسة الأسانيد.
– الخطيب البغدادي.
– من للسُّنة اليوم؟
– عناية المحدثين بمتن الحديث كعنايتهم بالأسانيد.
– حجية السُّنة ودحض الشبهات التي تثار حولها (بحث في 52 صفحة نشر في فبراير 1972).
– مفهوم التجديد بين السُّنة النبوية وأدعياء التجديد.
– بحث في الرد على د. حسن الترابي.
– معجم المصطلحات الحديثية (بحث).
– تحقيق الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي: أحمد بن علي (ت 463).
– تحقيق المعجم الأوسط للطبراني (11 مجلداً، طبع دار المعارف بالرياض).
– تحقيق كتاب “الحديث على أبواب الفقه”، للشيخ محمد بن عبدالوهّاب، حققه هو ود. خليل ملا خاطر، كل منهما حقق مجلدين منه.