يا أهلَ الحديثِ هاتوا الحِبرَ والقلما
هذا أبو حفصٍ ترجَّلَ اليومَ وارتَحما
هذا هو “الطحانُ” خيرُ مُحدِّثٍ
مِنَ المؤمنينَ رجالٌ غيّروا الأُمَما
يا شيخَنا لا ليسَ موتُكَ هيِّناً
الأرضُ تبكي، وذاكَ الدِّينُ قد ثَلِما
والروحُ ضاقَتْ، وشمسُ الفضلِ آفِلةٌ
وكلُّ طالبِ علمٍ ضَجَّ كأنهُ هُزِما
صَهْ يا “كتابَ التيسيرِ” كَفاكَ نِياحةً
ما خطَهُ الشيخُ في الأحشاءِ قد بُصِما
ويا “أصولَ التخريجِ” لا تجزَعْ عليه وقلْ:
اللهُ يَرحمُ مَن لِلصدقِ كانَ فَما
أنى يَغيبُ وكلُ الأرضِ شاهدةٌ
وقارٌ، وسَمتٌ، وفَهمٌ يبلُغُ القِمَما
تمضي الجهابذة، لكنْ ذِكرُهُمْ باقٍ
هيهاتَ نَنسى مَنْ أحيا بِنا الهِمَما
الناسُ موتى، و”الطحانُ” في رغَدٍ
ما ماتَ منْ نَهْجَ المُصطفى لَزِما
عليهِ رحمةُ ربي دائماً أبداً
تَفنى الجُسومُ، ويَحيا العِلمُ والعُلَما