مع اقتراب حلول ذكرى انطلاقة حركة “حماس” الخامسة والخمسين، يستذكر الأسرى المحررون في سجون الاحتلال ذكرى الانطلاقة (التي تحل في الرابع عشر من هذا الشهر)، وكيف أنها تغيظ الاحتلال ومخابراته؛ حيث يلجأ جيش الاحتلال إلى تنفيذ حملات اعتقال واسعة في ذكرى الانطلاقة من كل عام.
المحرر المهندس نسيم الشنطي (67 عاماً) من مدينة قلقيلية، أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 9 أعوام، يقول: عندما كنا نحيي ذكرى الانطلاقة في السجن كانت أركان السجن تهتز من تكبيرات الأسرى، إضافة إلى الأناشيد الحماسية، ويتحول السجن إلى قلعة صمود وتربية، وكان هذا الأمر يغيظ السجانين الذين كانوا يبادرون باقتحام الأقسام بزعم التفتيش، وفي الخارج كانت مهرجانات “حماس” في ذكرى الانطلاقة مواسم للتحدي والنشاط، وبعد عام 2007 غابت المهرجانات عن الشارع الفلسطيني وغابت معها جذوة التحدي.
أما المحرر محمد نزال (61 عاماً) من مدينة قلقيلية ويرأس نادي قلقيلية الإسلامي فيقول: ذكرى انطلاقة “حماس” لها ذكريات لدى كل محرر؛ فقد تم إبعادنا إلى مرج الزهور في ذكرى الانطلاقة عام 1991، وما زالت حادثة الإبعاد تقترن بذكرى الانطلاقة، وكيف حقق المبعدون إنجازاً تاريخياً في الصمود والتحدي والثبات، ورفض الإبعاد والعودة إلى الوطن بعد رحلة إبعاد قسرية؛ لذا فذكرى الانطلاقة بها إنجازات عديدة داخل السجن وخارجه، وهي تستحق الكلمة الاحتفال بهذه الذكرى وعدم محاربة أفرادها.
ويقول المحرر محمد خضر (49 عاماً) من مدينة قلقيلية وأمضى في سجون الاحتلال أكثر من 6 سنوات: نحن أمام ذكرى انطلاقة لحركة عملاقة قدمت للشعب الفلسطيني نموذجاً إيجابياً في كل المجالات، وشهد القاصي والداني لها بالقوة والتحدي والصمود في مواجهة أعتى احتلال في العالم، ومعركة “سيف القدس” عام 2021 كانت محطة هزت كيان الاحتلال وأركانه، إضافة إلى رسائل المقاومة للاحتلال وأعوانه بأن المقدسات لا يمكن المساس بها مهما كانت الفاتورة لهذا التحدي باهظة، كما أن حركة “حماس” جسدت نظرية عدم السكوت على انتهاكات الاحتلال، وحررت الأسرى في صفقة “وفاء الأحرار” التي شملت كل أسرى فلسطين فصائلياً ومن حيث الجغرافيا والتوزيع، وحققت مقولة الشيخ الشهيد القائد أحمد ياسين: “أولادنا بدهم يروحوا”.
ويقول المحرر الشيخ رياض ولويل (68 عاماً) من مدينة قلقيلية، وأمضى في سجون الاحتلال عدة سنوات: ذكرى الانطلاقة ميلاد جديد لجيل يرفض الاحتلال ويدافع عن المقدسات، ويسعى إلى الكرامة ورفض الذل والمهانة، وتم اعتقالنا عدة مرات في ذكرى الانطلاقة؛ فهي موسم للمواجهة مع الاحتلال والمستوطنين، والاحتلال يخشى من ذكرى انطلاقة “حماس”؛ لذا يستبق الذكرى بحملات اعتقال بشكل احترازي، ورغم أن ذكرى الانطلاقة يتم محاربتها في الضفة الغربية والقدس، فإن مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات تسد ثغرة الاحتفال الجماعي بذكرى الانطلاقة.