أعطى رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، مهلة أخيرة للاحتلال “الإسرائيلي”، قبل إغلاق ملف “صفقة تبادل الأسرى” بشكل نهائي.
وقال السنوار في كلمته خلال مهرجان انطلاقة حركة “حماس” في ساحة الكتيبة الخضراء بمدينة غزة: “نمهل الاحتلال وقتًا محدودًا لإتمام الصفقة، وإلا فإننا سنغلق ملف أسرى الاحتلال الـ 4 إلى أبد الآبدين، وسنجد طريقة لتحرير أسرانا”.
وأضاف: “مخطئ من يظن أنّ أسرانا الأبطال الحلقة الأضعف، فأسرانا حالة إجماع وطني، وقد جرّب الاحتلال كيف تدحرج إضرابهم عام 2014 إلى عمليات في الضفة، ومواجهة استمرت 51 يومًا مع غزة”.
وأشار إلى أن حركته أدارت في الفترة الماضية جولات تفاوض سرية، وكانت مطالبنا واضحة أن يتم الإفراج عن معتقلي صفقة شاليط والأسيرات والأطفال والمرضى، وعلى رأسهم الأسير ناصر أبو حميد، والأسير وليد دقة، والجثامين المحتجزة والأسرى القدامى، مقابل منغستو والسيد.
وفي كلمته، أكد أنّ الحشد الكبير في مهرجان انطلاقة الحركة الـ35 بغزة، هو مقدمة الطوفان الهادر.
واسترجع السنوار، الخلايا الأولى للحركة، وعملها بأبسط الأدوات لمقاومة الاحتلال.
{tweet}url=1602992306470391808&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ووجّه السلام والتحية للمرابطين على الحدود ومرابض الدفاع الجوي ومرابض المدفعية في المقاومة بغزة، وأرواح الشهداء، والشهداء القادة.
وأضاف: “السلام على أمتنا العملاقة القادرة على النجاح والفور وانتزاع النصر من بين أنياب المستحيل”.
كما حيّا السنوار المقاومة في الضفة، ومقاومي عرين الأسود، والتي باتت مقاومتها فكرة وعقيدة وسلوكًا، فيما وجه التحية لأهالي الداخل المحتل عام 48 والذين يصرون على عروبتهم وفلسطينيتهم.
وأكد السنوار أنّ الحصار على غزة لم يكسر إرادة القتال لدى كتائب القسام والمقاومة، وفي كل شدة تزداد جماهيرنا إصرارًا.
ورأى أنّ الحكومة الإسرائيلية القادمة تُنذر بتسريع تهويد القدس والانقضاض على الأسرى.
وقال: “أدركنا أننا سنكون خلال عام 2023 أمام استحقاقات وطنية كبرى، حيث قدرت استخباراتنا أن اليمين الصهيوني سيكسر كل الخطوط الحمراء وأننا أعطينا الفرصة لاشتعال المقاومة في الضفة لأنها قلب المقاومة، وأن نعطي أهلنا في القطاع مزيدا من الوقت لالتقاط الأنفاس”.
وأضاف: “يا إخوتنا في محور القدس، إننا وإياكم أمام مواجهة مفتوحة مع العدو الذي يصر على تحويل المعركة إلى حرب دينية”.
وتابع: “علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لأن نهب هبّة رجل واحد للدفاع عن الأقصى، وأن تكون كل أمتنا الحية جاهزة للزحف بطوفان هادر لاقتلاع هذا الاحتلال عن أرضنا”.
ووجه رسالة لقادة الاحتلال الفاشيين، قائلا: “نحن لا نخشاكم ولا نخشى تهديداتكم، وقد جرب شعبنا ومقاومتنا من هو أشرس وأعتى منكم، لقد أسقطنا حكوماتكم، ونحن قادرون على إسقاط كل حكومة لكم، ولن تعجزوا شعبنا ومقاومتنا”.
وأردف السنوار قائلا: “سنأتيكم بطوفان هادر وصواريخ دون عد وطوفان جنود دون حد وملايين من أمتنا مدا بعد مد”.
وفي شأن آخر، أكد السنوار أنّ حركته لم تختلف يومًا مع حركة فتح حينما كانت ترفع لواء الكفاح المسلح، مضيفًا “نحن على وفاق كامل وتنسيق مع كلّ من يحمل البندقية”.
وأردف: اليوم نحن على توافق مع كلّ مكونات شعبنا في وجه الاحتلال، وها هم مجاهدونا في جنين والعرين لا يكاد أحدهم أن يميز أحدًا عن الآخر”.
وأكد أنّ حملة الاعتقالات الأخيرة في الضفة مؤشرٌ على أنّ “قيادة التنسيق الأمني مصرة على السير في النفق المظلم”.
ودعا قيادة السلطة لتنفيذ قرارات المجلس المركزي وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني.
ونوّه إلى أنّ مشروع التسوية فشل فشلًا ذريعًا، وتحول بالكامل إلى مشروع تنسيق أمني يخدم العدو ولا يخدم مصالح شعبنا.
وشدّد على أنه “لا يمكن لأحد أن يفرض علينا شروط الرباعية بالاعتراف بالكيان، وهذا لن يحدث أبدًا، ولو أُبدنا عن بَكرة أبينا”.
كما أكد السنوار على أنّ الشرعية الدولية وقرارات الرباعية لا تنصف شعبنا “ولن نلتزم بها”.
وأضاف: “يا شبابنا في الضفة الغربية خذوا زمام المبادرة وأخرجوا قضيتكم من نفق الظلام والعبثية”.
وأكمل: “يا أهلنا في القدس اصبروا وصابروا ورابطوا وما النصر إلا صبر ساعة”، مُوجهًا الدعوة للأهل في الداخل المحتل “رصُّوا صفوفكم ووحّدوا جبهتكم لمواجهة الفاشية الصهيونية”.
ورأى رئيس حركة حماس أنّ ظاهرة مخيم جنين وكتيبة بلاطة وعرين الأسود، وعمليات مقاومة الاحتلال، وعدم السماح له باستباحة الضفة، وتصاعد المقاومة بكلّ أشكالها، هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف شعبنا.
وقال: “ما لم ندفع ثمنه اليوم بالعز والكرامة سندفع أضعافه غدًا بأقدام المستوطنين، والمذلة عند كل موقف وحاجز.
ودعا السنوار أهل القدس للصمود والصبر والرباط، “وسيأتيكم المدد من شعبكم وأمتكم أكبر وأسرع مما تتوقعون”.
ووجّه السنوار كلمة للأهل في الشتات قائلًا: “أهلنا في الشتات، اعلموا أنّ الصبح قريب، فأعدّوا عُدّتكم للعودة والزحف القريب”.
كما ووجّه كلمه لأهل غزة بقوله: “أهلنا في غزة العزة، لقد صبرتم صبر أيوب، ودفعتم الضريبة الباهظة لتكون غزة درع الوطن التي تدافع عن القدس والأقصى، وتحافظ على القضية من الضياع والاندثار”.
وختم بقوله: “لقد تحقق بصبركم معادلات الردع مع العدو، وإنّ إخوانكم في كتائب القسام وأجنحة المقاومة لن يُضيّعوا دقيقة عمل لبناء قوة التحرير وجيش العودة وتقرير المصير”.