دعت فصائل فلسطينية جماهير الشعب الفلسطيني إلى النفير العام، اليوم الأحد، دفاعاً عن المسجد الأقصى أمام خطط المستوطنين ونيتهم اقتحامه لمدة 8 أيام.
وحملت الفصائل الاحتلال “الإسرائيلي” المسؤولية عن أي تداعيات مترتبة على اقتحام المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، بالتزامن مع بدء ما يسمى بعيد الأنوار “الحانوكاه” اليوم الأحد.
هذا، وبدأت مجموعات من المستوطنين اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الأحد، في أول أيام ما يسمى “عيد الحانوكاه” اليهودي، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية: إن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وقاموا بجولات استفزازية داخل باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية، خاصة في الجزء الشرقي منه (منطقة باب الرحمة).
وأضافت أن جنود الاحتلال انتشروا في ساحات المسجد وأخرجوا شباناً تواجدوا في الساحات، وعرقلوا دخول المصلين وطلاب المدارس الشرعية إلى المسجد.
? متابعة صفا | مجموعات المستوطنين تبدأ اقتحام المسجد الأقصى المبارك pic.twitter.com/8fb5D2bk8E
— وكالة صفا (@SafaPs) December 18, 2022
يوم من أيام الله
من جهتها، قالت مجموعات “عرين الأسود”، في بيان لها، أمس السبت: ندعو أهلنا بالداخل المحتل والقدس الشريف وكل ما يستطيع أن يصل غداً (الأحد) إلى القدس فلتكن قبلته ووجهته، وندعو أهلنا بالضفة الغربية وقطاع غزة إلى صب جام غضبهم على الاحتلال.
وأضافت: غداً (الأحد) هو يوم من أيام الله، يوم للقدس، فإذا للقدس لم نغضب متى نغضب؟! إن بن غفير وعصابته الإجرامية قرروا أن يقتحموا مسجدنا وقبلتنا الأولى يوم غد ولمدة ثمانية أيام، فلنجعلها جميعاً؛ مقاومة وشعباً، أياماً لله، وأياماً من نار على الاحتلال ومستوطنيه.
بدوره، قال متحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” داود شهاب: إن المسجد الأقصى المبارك تتهدده مخاطر حقيقية في ظل اقتحامات قادة اليمين المتطرف والمستوطنين الصهاينة الذين لن ينفكوا عن تدنيس الأقصى ومحاولة إقامة الطقوس التلمودية داخله.
وأضاف شهاب: هذا الأمر سيدفع الأوضاع إلى الانفجار، وقد تصل إلى مواجهة عسكرية ضارية كما حدث في مايو 2021، وأغسطس الماضي.
وأردف: نحمل الاحتلال مسؤولية ما يجري بشكل كامل، ونطالب كل الأطراف ذات الصلة بالتدخل قبل فوات الأوان؛ لأن ما يقوم به غلاة اليمين والاستيطان عمل عدواني واستفزاز خطير ونتائجه ستكون صعبة وقاسية.
وتابع: نحن كفصائل مقاومة لن نتهاون مع أي مساس بالأقصى أو محاولة تغيير الوضع القائم من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني.
من جهتها، قالت حركة “المجاهدين” في بيان: هذا العدوان المتواصل من العدو الصهيوني ضد الأقصى والقدس يستوجب من الكل الوطني التوحد والالتفاف حول خيار المقاومة لدحر هذا المحتل المفسد عن كافة أراضينا المحتلة.
وأضافت أن ما يحاول العدو والمغتصبون الصهاينة تمريره من مؤامرات خبيثة تحاك ضد المسجد الأقصى، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني، لن تمر أبداً ما دام فينا عرق ينبض.
وطالبت الحركة الأمة العربية والإسلامية بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى والدفاع عنه.
تصعيد خطير
وقالت حركة “حماس”، في بيان: إن اقتحام “الأقصى” يعد تصعيداً خطيراً واستفزازاً لمشاعر الشعب، يُنذر بتفجير الأوضاع على امتداد الوطن في وجه الاحتلال وعصابات المستوطنين.
ودعت الحركة الفلسطينيين إلى الرباط بـ”الأقصى” لصد اقتحامات المستوطنين، فضلاً عن الاشتباك مع العدو لإفشال مخططاته.
من جانبها، دعت “الهيئة الإسلامية – المسيحية لنصرة القدس والمقدسات” (تابعة للسلطة الفلسطينية)، الفلسطينيين إلى شد الرحال للرباط في المسجد الأقصى المبارك، لإفشال مخططات المستوطنين بتنفيذ اقتحامات واسعة بدءًا من اليوم الأحد.
وحذرت الهيئة، في بيان، من اقتحامات غير مسبوقة للمسجد الأقصى، دعت لها جماعات يهودية، على رأسها المتطرف إيتمار بن غفير، بمناسبة “عيد الأنوار” اليهودي، الذي يبدأ الأحد، ويستمر حتى الـ26 من ديسمبر الجاري.
وقالت: إن الجماعات اليهودية المتطرفة بدأت منذ الأسبوع الماضي بالتحضير لهذه الاقتحامات والترويج لها، من خلال حملات إعلانية واسعة النطاق، تدعو فيها صراحة إلى إدخال الشمعدان وإضاءته داخل “الأقصى”.
وأكدت أن الاقتحامات محاولة من الجماعات المتطرفة لتوظيف المناخ السياسي في “إسرائيل”، والتوجهات الفاشية لحكومتها القادمة، لتكريس برامجها ورؤيتها التهويدية.
وبيّنت أن الهدف الأساسي من دعوات الاقتحام هو تغيير الوضع القائم، وفرض قواعد جديدة تمكن المستوطنين المتطرفين بصورة رسمية من أداء طقوس تلمودية بصورة علنية في “الأقصى”، والدفع قدمًا بمخطط تقسيم المسجد.
وحمّلت الهيئة حكومة الاحتلال مسؤولية التداعيات الخطيرة التي ستنجم عن هذه الاقتحامات، وتمكُّن الجماعات المتطرفة من تنفيذ برامجها ومخططاتها في انتهاك قدسية المسجد وهويته الإسلامية.
وكانت جماعات يهودية على رأسها المتطرف بن غفير دعت لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى لمناسبة عيد “الأنوار” اليهودي، الذي يبدأ اليوم الأحد ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري.
وأزالت سلطات الاحتلال، قبل أيام، لافتة وضعتها الحاخامية الرئيسة الصهيونية، منذ عشر سنوات تحرِّم دخول اليهود لـ”الأقصى”، ووضعت أخرى تشجع اقتحامات المسجد، وأداء طقوس تلمودية في باحاته، وساحاته.
ويتعرض “الأقصى” يوميًا، عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، ضمن محاولات الاحتلال لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، فيما تتصاعد وتيرة الاقتحامات خلال الأعياد اليهودية، ويتخللها اعتداءات على المصلين والمرابطين وإبعادات عن المسجد.