في احتفالية كبرى نظمتها (الأحد 17 ديسمبر الجاري) كلية الآداب جامعة طنطا بمناسبة “اليوم العالمي للغة العربية”، تحت رعاية رئيس الجامعة ونائبه وعميد كلية الآداب ووكلائها ورئيس قسم اللغة العربية، وحضور هيئة التدريس وأعضاء اتحاد الكتَّاب في منطقة الغربية، والطلاب، تمّ تكريم د. حلمي القاعود، الأستاذ بالكلية، مع مجموعة من الأساتذة بوصفهم رواداً خدموا اللغة العربية على مدى نصف قرن أو يزيد، وشارك في الاحتفال الطلاب الأجانب من جمهورية الصين الذين يدرسون اللغة العربية وآدابها بالكلية.
وفي كلمته التي ألقاها بمناسبة تكريمه، شدّد د. القاعود على أهمية اللغة العربية وضرورة إنقاذها من اللغة الهجين التي تولدت عن تطبيقات التقنية الحديثة، وكتابة الكلمات العربية بحروف لاتينية، وما يسمى بلغة “الأرابيزي”، ونبه إلى أن الدول الكبرى تجتهد في توسيع مجموعاتها اللغوية، مثل الفرانكفونية التي تضم كثيراً من دول أفريقيا (المستعمرات السابقة)، ومجموعة اللغة الإنجليزية (الكومنولث)، وذكر أن الجزائر أثارت ثائرة فرنسا، في أول نوفمبر الماضي، عندما طبعت ورقة مالية جديدة فئة ألفي دينار، وطبعت الوجه الأول باللغة العربية، والآخر باللغة الإنجليزية، وقررت تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الجزائرية، وتدخلت إليزابيث مور أوبين، سفيرة الولايات المتحدة في الجزائر، بتصريح قالت فيه: إن أمريكا تدعم لغة شكسبير!
وقال القاعود: قبل أربعين عاماً، كان السفير الفرنسي، وطاقم السفارة يزورون الكلية كل عام، ويجلسون مع قسم اللغة الفرنسية، ويقدمون للطلاب الفائقين رحلة سنوية إلى فرنسا لمدة شهر على حساب الحكومة هناك، والطلاب الآخرين رحلة مشابهة للترفيه وإتقان الفرنسية على أحد الشواطئ المحلية!
ودعا القاعود إلى إعادة الكتاتيب، والاهتمام بالمحفّظين والمقرئين، وتشجيعهم مادياً ومعنوياً، كما أشار إلى ضرورة توحيد التعليم في المرحلة الابتدائية، وتدريس اللغة العربية وحدها طوال المرحلة، وعدم تدريس لغات أجنبية كي لا تتأثر شخصية الأطفال وهوية الأمة.
وقد أجمع المتحدثون في الاحتفال على أهمية اللغة العربية بوصفها تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا وحضارتنا وثقافتنا وتراثنا.
وأشار د. ممدوح المصري، عميد الكلية، إلى إسهام اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية؛ حيث تُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتحدث بها ما يزيد على 422 مليون نسمة.