دوَّى صوت النشيد الوطني لدولة الكويت، ورفرف علمها، وهو يعانق العلم الفلسطيني، تأكيداً على قوة العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين، والكرم النبيل الذي تتكاتف به جهود دولة الكويت وشعبها الأصيل في محاولات عدة، لتخفيف معاناة قطاع غزة المحاصر، في الحفل الختامي لحملة “حبر”؛ لدعم 1070 من الطلبة الجامعيين في قطاع غزة، بتمويل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت.
وأقيم الحفل بقاعة المؤتمرات في الجامعة الإسلامية بحضور رؤساء الجامعات الفلسطينية؛ الإسلامية، والأزهر، والأقصى، والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وجمع كبير من العمداء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، والقائمين على الحملة، وحشد كبير من الطلبة المستفيدين من المنحة التعليمية.
حملة “حبر”
وخلال مشاركته في الحفل، بكلمة مسجلة، قال م. بدر سعود الصميط، مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية: يسعدني ويثلج صدري أن أتحدث إليكم اليوم من دولة الكويت، وأن أنقل لكم تحيات إخوانكم من أبناء الشعب الكويتي المحب لفلسطين وأهلها، وتابع: شعب الكويت المتضامن مع قضيتها العادلة (فلسطين المحتلة) والمتطلع إلى تحريرها وبناء دولتها المستقلة بأيدي أبنائها الأبرار.
ووجه الصميط، في كلمته، التحية المخلصة للشعب الفلسطيني وخاصة أهل غزة العزة، وأضاف: “تلك البقعة الغالية على قلوبنا التي تضرب لنا الأمثال في الثبات والصمود والإباء والدفاع عن الحرية والكرامة والتمسك بالأرض، وإنه لشرف كبير لنا ولإخوانكم في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أن نشارككم هذه الفرحة في مهرجان احتفاء بهيج بالخريجين والخريجات”.
وأكد أن مبادرة “دينارين” حملة شبابية انطلقت من جامعة الكويت عام 2010، وأنتجت 22 مشروعاً تعليمياً في 12 دولة حول العالم، وأتاحت فرصة لأكثر من 8 آلاف طالب وطالبة في مراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي، وجاءت ضمن مسؤولية الشباب تجاه إخوانهم الطلبة في العالم.
دعم القضية الفلسطينية
بدورها، قالت سمية الميمني، مدير إدارة العمل التطوعي في الهيئة الخيرية، خلال كلمة مسجلة شاركت بها الحفل: إن الهيئة لها اهتمامات كبيرة وبشكل خاص للمشاريع في فلسطين، لحرصها الشديد في دعم القضية الفلسطينية وطلبتها.
وأضافت: وذلك من أجل استمرارهم في التفوق والتميز والإنجاز في حياتهم التعليمية التي تعتبر الركيزة الأساسية في الخطة الإستراتيجية الخاصة بالهيئة.
وبيَّنت هيا الشطي، مشرفة حملة “حبر”، أنه تم اختيار طلاب جامعات غزة لأن لديهم مدة محددة في انتهاء الدراسة الجامعية وواضحة الرسوم والمعالم، وتسهيل وصولهم لسوق العمل.
وذكرت أن رسوم الجامعات مرتفعة مقارنة بالمراحل التعليمية الأساسية والثانوية، وتسبب تكلفة كبيرة للأهل نظرًا للظروف الصعبة التي يعانونها.
دعم طلاب الجامعات
بدوره، قدم رئيس الجامعة الإسلامية أ.د. ناصر فرحات خالص الشكر والتقدير لدولة الكويت لجهدها الكبير في تقديم كافة الدعم لقطاع غزة.
وأضاف د. فرحات أن المجتمع الفلسطيني يعاني من الأوضاع الصعبة التي أثرت على كافة القطاعات وبشكل خاص قطاع التعليم، حيث يشكل عائقًا كبيرًا أمام الطلبة لتسديد الرسوم الجامعة.
ولفت إلى أن الجامعة الإسلامية من حرصها الشديد على استمرار الطالب في إكمال مسيرته التعليمية وعدم حرمانه من حصوله على شهادته تتوجه إلى كافة المؤسسات الخيرية في العالم لمساعدة الطلبة في بناء مستقبلهم وتمكينهم من الحصول على كافة حقوقهم التعليمية.
مساعدات مالية
من ناحيته، عبَّر رئيس جامعة الأقصى أ.د. أيمن صبح عن اعتزازه وفخره بمشاركة جامعة الأقصى في حملة “حبر” التي استفاد منها 250 طالباً من جامعة الأقصى، ووفر لهم هذا المشروع مساعدة مالية بنحو 10 ساعات دراسية للعام الدراسي 2022-2023.
وأشار إلى أن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية تقدم الدعم المستمر للشعب الفلسطيني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وثمن د. صبح الدور الكبير للهيئة والجهد الدؤوب والمتواصل في تنظيم وصول المساعدات للطلبة الفلسطينيين، فضلاً عن مساهمتها في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني في بلاده، وصمود الطلبة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
تمويل المشاريع
من جهته، أكد رئيس جامعة الأزهر أ.د. عمر ميلاد أن الشعب الفلسطيني شارك في نهضة الكويت من خلال البعثات من المدرسين والمختصين والحرفيين.
وأوضح أن دولة الكويت موّلت العديد من المشاريع الخدماتية والتنموية لعشرات من المؤسسات التعليمية والجامعات، فضلاً عن تمويلها مشاريع تطويرية لجامعة الأزهر.
وأكد د. ميلاد أن حملة “حبر” مكنت الطلبة المتفوقين والمتعففين من مواصلة دراستهم، داعياً المؤسسات الخيرية إلى الاستمرار في حملتهم للسنوات القادمة من أجل شمول كافة الطلبة المحتاجين لمساعدتهم ودعمهم في مسيرتهم التعليمية.
الشراكة الإستراتيجية
من ناحيته، أشار نائب عميد الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية د. تامر أشتيوي إلى أنه منذ انطلاق الكلية عملت من ضمن مسؤوليتها المجتمعية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة إلى رفع شعار عدم حرمان أي طالب من التعليم، من خلال اتفاقيات التعاون والشراكة مع المؤسسات الداعمة.
ولفت إلى أن الشراكة الإستراتيجية مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية تعتبر من كبرى الشركات الداعمة لقطاع التعليم التي تسعى إلى تمكين المجتمعات المستهدفة من خلال البرامج التنموية المختلفة.
وأوضح د. أشتيوي أن هذه الحملة دعمت 75 من طلبة الكلية المتميزين والمحتاجين في برامج الدبلوم والبكالوريوس.
مساعدة الطلبة
وفي كلمته نيابة عن الطلبة المستفيدين، عبر الطالب محمد مزيد عن امتنانه الكبير لدولة الكويت وحملتها التي أطلقتها لمساعدة طلاب غزة، داعياً المؤسسات الخيرية إلى المزيد من وقفاتهم الداعمة والاستمرار في مساعداتهم لتصل إلى العديد من الطلبة المحتاجين.
وقد تخلل الحفل فقرة إنشادية قدمها المنشد الفلسطيني عمرو جبر تعبيراً عن حب الكويت.