أكد مركز أبحاث فلسطيني، اليوم السبت، أن سلطات الاحتلال واصلت خلال العام 2022 من سياسة الاعتقالات التي تنفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي أصبحت حدثاً يومياً ملازماً للفلسطينيين.
ورصد مركز فلسطين لدراسات الأسرى 7 آلاف حالة اعتقال منذ بداية العام، غالبيتهم تم الإفراج عنهم بعد التحقيق أو الاعتقال لفترات قصيرة، من بينهم (164) امرأة وفتاة، و(865) من الأطفال القاصرين.
وأوضح مدير المركز رياض الأشقر أن الاحتلال واجه تصاعد عمليات المقاومة خلال 2022، واستبسال المقدسيين في التصدي لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك بمزيد من حملات الاعتقال المكثفة، بهدف تحقيق سياسة الردع والتخويف، ورفع فاتورة التصدي لسياسات الاحتلال العدوانية بحق الشعب.
وبين الأشقر أن الاعتقالات لم تتوقف على مدار الساعة، ولا يكاد يمضي يوم إلا وتُسجل فيه حالات اعتقالات، وقد يصل عدد المعتقلين في بعض الأيام إلى العشرات، ويتعرض جميع المعتقلين للتنكيل والتعذيب والاهانة.
وذكر الأشقر أن الاعتقالات طالت 6 من نواب المجلس التشريعي والعشرات من القيادات الإسلامية والوطنية بينهم مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني من منزله بالطور.
ونوه، إلى أن حالات الاعتقال على خلفية التعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً “فيسبوك”، وصلت إلى 410 حالات ووجهت لهم تهمة التحريض على الاحتلال.
أحكام قاسية
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال واصل سياسة استهداف الأطفال القاصرين بالاعتقال والاستدعاء وفرض الأحكام القاسية بجانب الغرامات المالية الباهظة، حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين خلال العام (865) حالة ما دون الثامن عشر، منهم (142) طفلاً لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشر، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات فقط.
بينما فرضت محاكم الاحتلال غرامات مالية على الأطفال بلغت حوالي (140 ألف دولار) خلال العام، بهدف استنزاف ذويهم مادياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
وبين أن حالات الاعتقال بين النساء والفتيات وصلت (164) حالة بينهن 6 أسيرات محررات، فيما استدعى أخريات للتحقيق ووجه لهم تهديدات لمنعهم من الرباط في المسجد الأقصى.
الأسرى الشهداء
خلال 2022 ارتفعت قائمة شهداء الحركة الأسيرة إلى (232) شهيداً بارتقاء خمسة شهداء جدد كان آخرهم الأسير المريض ناصر أبو حميد من رام الله نتيجة مضاعفات مرض السرطان الذي عانى منه بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، بعد أن أمضى 20 عاماً في الأسر، وكان تعرض لجريمة اغتيال بطيئة متعمدة من قبل الاحتلال الذي تركه للموت في ظل تمدد مرض السرطان في جسده دون تقديم علاج حقيقي له، مع رفض إطلاق سراحه بشكل استثنائي نظراً لظروفه الصحية القاهرة ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه، مما رفع عدد جثامين الحركة الاسيرة المحتجزة لدى الاحتلال إلى 11 شهيداً .
اعتقالات القدس وغزة
وأكد الأشقر أن الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقالات المكثفة في القدس كعقاب جماعي لاستنزاف المقدسيين وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى.
وكشف أن سلطات الاحتلال صعدت بشكل خطير جداً خلال 2022 من الاعتقالات بحق المقدسيين، والتي تأتي ضمن الاستهداف المباشر للوجود الفلسطيني والمكانة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة، حيث رصد ما يزيد عن (2990) حالة اعتقال خلال العام 2022، طالت كافة فئات المجتمع المقدسي مع التركيز على فئة الأطفال، وهي تشكل نسبة 44% من إجمالي الاعتقالات في كافة المناطق الفلسطينية، إضافة الى إصدار المئات من قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى والشوارع والبلدات المحيطة به، وكذلك إصدار المئات من قرارات الحبس المنزلي بحق المقدسيين، وغرامات مالية باهظة.
بينما وصلت حالات الاعتقال من قطاع غزة إلى (108) حالة غالبيتهم من الصيادين، حيث وصلت حالات الاعتقال بينهم إلى (63) حالة اعتقال قبالة شواطئ القطاع، بينما رصد 34 حالة اعتقال بحجة اجتياز الحدود الشرقية للقطاع تم إطلاق سراحه غالبيتهم وإعادتهم إلى القطاع بعد التحقيق معهم لساعات او أيام، بينهم اثنين من القاصرين من سكان رفح جنوب القطاع.
فيما استمر الاحتلال في استغلال حاجز بيت حانون/ايرز كمصيدة للفلسطينيين، حيث اعتقل الاحتلال 9 خلال مرورهم على الحاجز.
القرارات الإدارية
وأكد الأشقر أن محاكم الاحتلال الصورية وبتعليمات من المخابرات صعدت بشكل كبير خلال العام 2022 من إصدار الأوامر الإدارية بحق الأسرى، حيث رصد التقرير (2340) قراراً إدارياً خلال العام ما بين جديد وتجديد من بينها (1239) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات إضافية تمتد ما بين شهرين إلى 6 شهور، ووصلت إلى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (1101) قرار إداري صدرت بحق أسرى لأول مرة، معظمهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم، بينهم سيدات وأطفال ونواب في المجلس التشريعي وقادة العمل الوطني.