قال موقع “ديلي بيست” إن رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوزين أيد انتقادات لاذعة وجهها مقاتلوه للجيش الروسي، ما أدى إلى تصعيد الجدل في روسيا حول الحرب في أوكرانيا.
عندما تسحب جثث أصدقائك كل يوم، وتراهم للمرة الأخيرة، فستكون هناك حاجة ماسة إلى الإمدادات.
جاءت مداخلة يفغيني بريغوزين بعد مقطع فيديو لمرتزقته من الرتب العليا هاجموا فيه جنرالاً روسياً، واتهموه بتركهم وحدهم للقتال الشاق.
خلاف مرير
ووفق تقرير في “بيزنس إنسايدر” الأمريكي، تعد هذه أحدث حلقة في الخلاف المرير بين القادة العسكريين الروس وميليشيا فاغنر التي تدعم غزو أوكرانيا.
{tweet}url=1608630327387525121&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
يوم الاثنين، علق بريغوزين على مقطع فيديو متداول منذ أيام، حسب موقع ” ديلي بيست”، قائلاً: “ليس أمامنا من نقاتله، في روسيا الرجال يموتون من أجلنا هناك، في أوكرانيا، ونحن نجلس هنا، لا نقدم لهم يد العون. نحن في حاجة إلى القتال…”.
“نحن نحارب الجيش الأوكراني بأكمله بالقرب من باخموت. أين أنتم، الجيش الروسي؟ حان وقت مساعدتنا. لا يوجد ما أصفك به، يقصد جنرال روسيا الأعلى في أوكرانيا، سوى سافل!”
في الأشهر الأخيرة، أصبحت مدينة باخموت، في دونباس، نقطة محورية في القتال في أوكرانيا، مع خسائر فادحة من الجانبين.
{tweet}url=1608496854651764736&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ورداً على سؤال للتعليق على الفيديو، أكد بريغوزين أن مقاتليه يتحدثون فحسب، ودافع عنهم، حسب “ديلي بيست”.
جثث الأصدقاء
وقال بريغوزين: “طلب مني الرجال أن أمر بهم، فعندما تكون جالساً في مكتب دافء، يصعب أن تسمع بالمشاكل على خط المواجهة”،”ولكن “عندما تسحب جثث أصدقائك كل يوم، وتراهم للمرة الأخيرة، فستكون هناك حاجة ماسة إلى الإمدادات. تريد أن يتحرك الجميع، وتفكر على أقل تقدير في حال الجنود على خط المواجهة”.
وتحدث عن “المشاكل التي تظهر للأسف في كل خطوة” في إشارة واضحة إلى ساحة المعركة.
هذا الخلاف هو أحدث الأدلة على التوتر بين النخبة العسكرية في روسيا، التي تكافح للتقدم في أوكرانيا حيث كان يمكن، يوماً ما، غزوها بالكامل في غضون يومين.
بحلول سبتمبر (أيلول)، كانت المخابرات البريطانية تشير إلى أن اعتماد روسيا على مجموعة فاغنر بدأ ينهك رجالها، ووثقت زيارة بريغوزين بين السجناء الروس لتعزيز قوته البشرية، بالمدانين.
ووفق موقع “بوليتيكو”، ظهرت في أكتوبر (تشرين الأول) انقسامات في النخبة العسكرية الروسية، وتشكل معسكران، أحدهما يضم الصقر المتطرف بريغوزين، وأمير الحرب الشيشاني رمضان قديروف، والآخر يضم اشخصيات روسية مثل غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
في وقت لاحق، التقطت المخابرات البريطانية شائعات لا أساس لها مفادها أن بوتين عزل غيراسيموف من منصبه، رغم أن الكرملين سارع إلى نفي ذلك.
في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، قال مسؤول عسكري أمريكي كبير لم يذكر اسمه للصحافيين إن مخزون روسيا من الذخيرة الجديدة سريع التقلص، وإذا تأكد ذلك، فسيضيف بعض الوزن إلى شكاوى جنود فاغنر.