وجه عميد الأسرى الفلسطينيين ماهر يونس رسالة لشعبه، مشيرًا إلى أنه يترقب لحظة الحرية بعد 40 عامًا من الأسر.
وأكّد الأسير يونس، خلال الرسالة، انتظاره للحظة تحرره، واصفاً تحرّره المرتقب بأنه “ولادة من جديد”.
وقال يونس: “تحية لكل من قال أنا فلسطيني حر، أتطلع إلى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حراً بينكم، بعد أن ملّت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان، متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة، لنلتف معًا حول قضايانا ومستقبلنا، فأنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي، ها أنا ما زلت حياً وقادراً أن أعيش، فبعد ساعات سأولد من جديد”.
ونقلت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين غيد قاسم رسالة يونس (65 عاماً) بعد أن تمكنت من زيارته، أمس الثلاثاء.
وقال: أنتظر حريتي بكل حزن وألم؛ لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان، أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلتقي قريباً جميعاً أحراراً.
وذكرت “هيئة الأسرى” أنه رغم الصعوبات والمعيقات، فقد تمكنت محاميتها قاسم من زيارة عميد الأسرى ماهر يونس، الذي سيفرج عنه الخميس المقبل، بعد أن أنهى 40 عاماً في سجون الاحتلال.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى بأن إدارة سجون الاحتلال أعادت الأسير ماهر يونس إلى سجن النقب، بعد نقله للتحقيق.
واقتحمت قوات الاحتلال مساء أمس الثلاثاء منزل عائلة عميد الأسرى ماهر يونس ببلدة عرعرة داخل أراضي 48 المحتلة.
وفي السياق، دعت جمعية “واعد” للأسرى الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده لاستقبال وطني يليق بهذه القامة الوطنية، في وقت يحاول الاحتلال تقييد المظاهر الاحتفالية ومنعها في بلدة عارة ومناطق الداخل المحتل.
وتترقب عائلة الأسير ماهر يونس (65 عامًا) من قرية عرعرة في منطقة المثلث، الدقائق والساعات المقبلة، لاحتضان ابنها الذي سيتحرر بعد قضاء 40 عامًا في سجون الاحتلال.
وقبيل تحرر يونس، فرضت شرطة الاحتلال تقييدات عدة أمام العائلة، منها منع نصب خيمة لاستقبال المهنئين، وعدم رفع العلم الفلسطيني، وعدم بث أهازيج وأناشيد وطنية عبر مكبرات الصوت، ومنع تجمهر مواطنين، وعدم إظهار أي شكل احتفالي.
واعتقلت قوات الاحتلال ماهر يونس، في 18 يناير 1983، على خلفية مقاومته للاحتلال، بعد مدة وجيزة من اعتقال ابن عمه المناضل كريم يونس، بالإضافة إلى رفيقهم سامي يونس، الذي أفرج عنه في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنّاً، وتوفي بعد 4 سنوات من تحرره.
وتعرض ماهر يونس لتحقيقٍ قاسٍ في حينه، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام، وبعد شهر من الحكم عليه، أصدر الاحتلال حُكمًا عليه بالسّجن المؤبد مدى الحياة، وفي عام 2012، حدد المؤبد له بـ40 عاماً، وخلال سنوات اعتقاله توفي والده في عام 2008، علماً أن والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.