أربعون ألف كتاب ومخطوط، ولوحات نادرة، وتحف ثمينة، وأثاث قديم متميز، وتسجيلات مع مشاهير، وغير ذلك من مقتنيات الكاتبة الراحلة د. نعمات أحمد فؤاد (1924 – 2016م)، معرضة للبيع في مزاد علني بسبب خلاف بين الورثة وصل إلى القضاء.
د. نعمات تتلمذت على يد صاحب الرسالة أحمد حسن الزيات، والكاتب الكبير عباس محمود العقاد، وتفوقت دراسياً، وكانت أول فتاة تحصل على المركز الأول على القطر المصري في امتحانات التوجيهية (الثانوية العامة في الوقت الحالي)، وشغفت بالقراءة والاطلاع، وبسبب حبها للثقافة تزوجت على الفور دون شبكة أو مهر من زوجها محمد فؤاد طاهر حين علمت أنه يقرأ أكثر منها.
واهتمت بالنيل فكتبت عنه رسالتها للدكتوراة، لدرجة أن لقبت “صوت النيل” و”عروس النيل”، وعبرت عن حبها له في كثير من مقالاتها وأحاديثها الإذاعية ولقاءاتها الثقافية، وظلت تكتب في “الأهرام” لسنوات طويلة مقالة أسبوعية تناقش قضايا الفكر والأدب والمجتمع، وما زال الناس يذكرون لها معركتها العظيمة ضد بيع هضبة الأهرام في ثمانينيات القرن الماضي، ومعارك أخرى انحازت فيها للوطن والحفاظ على تراثه وقيمه.
وقد تركت من ورائها عدداً مهماً من الكتب الأدبية والثقافية، من أبرزها: شخصية مصر، القاهرة في حياتي، الجمال والحرية والشخصية الإنسانية في أدب العقاد، دراسات في الحضارة الإسلامية: بمناسبة القرن الخامس عشر الهجري، بالحضارة لا بالسياسة: قبل أن ينفد الصبر، شعراء ثلاثة: إبراهيم ناجي، أبو القاسم الشابي، الأخطل الصغير، الإسلام في رأى الشرق والغرب، أزمة الشباب، آفاق إسلامية..
وقد تبنت في الأيام الماضية بعض الصحف الدعوة لتدخّل الحكومة المصرية من أجل الحفاظ على تركة الراحلة التي لا تقدر بثمن، والاهتمام عموماً بما يتركه أعلام الأدب والفكر والثقافة من تراث يجب الحفاظ عليه.