تواصلت الإدانات العربية والإسلامية والدولية، أمس السبت، المنددة بحرق نسخة من القرآن في دول أوروبية، وسط مطالبات بتحرك أوروبي عاجل في البلدان التي شهدت إساءات للمصحف ومحاسبة مرتكبيها.
خطوة استفزازية
من جهته، عبر وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، في بيان، عن إدانة واستنكار بلاده الشديدين لتلك الحادثة.
ودعا “حكومات الدول المعنية إلى ضرورة التحرك الفوري والجاد نحو تحمل مسؤولياتها لوقف هذه الأعمال العبثية المنبوذة والإساءات المتكررة لرموز ومقدسات المسلمين ومحاسبة مرتكبيها”.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين لتلك الحادثة، واصفة إياها بأنها “خطوة استفزازية جديدة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم”.
وأشارت إلى أن تلك “الأعمال السافرة تكررت في عدد من العواصم الأوروبية خلال الآونة الأخيرة بدعوى حرية التعبير، دون وجود رد فعل واضح تجاه إيقاف هذه الممارسات”.
وطالبت المملكة “كل الحكومات الأوروبية التي وقعت فيها هذه الانتهاكات المتطرفة، بأهمية التصدي بشكل عاجل لكل هذه الممارسات التي تسهم في تأجيج الكراهية والصراع بين أتباع الأديان”.
وأدانت دولة قطر في بيان لوزارة خارجيتها بأشد العبارات، الحادثة، مشددة على أن “هذه الواقعة الشنيعة تعد عملاً تحريضياً، واستفزازاً خطيراً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم بالعالم”.
وحذرت من أن “السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد قيم التعايش السلمي، ويكشف عن ازدواجية معايير مقيتة”.
وفي سلطنة عُمان، أدانت وزارة الخارجية الحادثة، محذرة من “استمرار هذه التصرفات الشنيعة التي تروّج لفكر التطرف والبغضاء وتسيء للأديان والمعتقدات”.
وأكدت الخارجية العمانية أن تلك التصرفات “تتطلب وقفة جادة وحازمة من الدول المعنية والمجتمع الدولي بتجريمها ومعاقبة مرتكبيها”.
وأدان مجلس التعاون الخليجي والبرلمان العربي، في بيانين منفصلين، الحادثة، مؤكدين أنها “خطوة استفزازية متكررة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين”، فيما دعت الخارجية الأردنية، في بيان لها الجمعة، إلى “وجوب احترام الرموز الدينية”.
الأمين العام لمجلس التعاون يجدد إدانته وإستنكاره تكرار إقدام المتطرفين بإحراق المصحف الشريف في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن https://t.co/RXH9RiGAIN#مجلس_التعاون pic.twitter.com/fAqS463s0Y
— مجلس التعاون (@GCCSG) January 28, 2023
رئيس البرلمان العربي يدين بشدة إحراق متطرفين في العاصمة الدنماركية نسخاً من المصحف الشريفhttps://t.co/qkUUFegjDy@AlasoomiAdel pic.twitter.com/MYyibjwNpe
— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) January 28, 2023
من جانبه، أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاعتداءات التي طالت القرآن الكريم في دول أوروبية خلال الفترة الأخيرة.
وقال أردوغان في خطاب وجهه عبر اتصال هاتفي لفعالية أقامها مغتربون أتراك في العاصمة الهولندية أمستردام، أمس السبت: إن الله سبحانه وتعالى الحاكم المطلق، هو حامي القرآن الكريم.
وأشار إلى أن “الأشخاص الذين يعتدون على القرآن يكشفون فقط عن اضطرابات شخصياتهم”.
وتابع: “أولئك الذين قرروا حماية التوراة، يكشفون عن وقاحتهم تجاه القرآن الكريم”.
تظاهرات منددة
وخرجت تظاهرات في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ووسط العاصمة اللبنانية بيروت، وبعدة مخيمات فلسطينية بلبنان.
ونظم اتحاد الجاليات العربية في تركيا، أمس السبت، مظاهرة أمام القنصلية السويدية بمدينة إسطنبول، مطالبا ستوكهولم بالاعتذار الفوري عن سماحها بواقعة حرق المصحف.
#إسطنبول.. الجالية العربية في #تركيا تتظاهر ضد حرق القرآن في #السويد https://t.co/mwCfw5vrHk pic.twitter.com/KZJXxFJnIB
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) January 28, 2023
وبدوره، قال إسماعيل علي ممثل الأزهر الشريف كلمة خلال التظاهرة: “نقف هذه الوقفة لنسمع صوتنا للعالم ولنعلن احتجاجنا ورفضنا لهذه الجهامة المتعمدة لأقدس مقدسات المسلمين وهو القرآن الكريم”.
واعتبر علي أن ما حدث “يأتي في سياق الكراهية والأحقاد المتوارثة ضد الإسلام والأمة الإسلامية، تلك الأحقاد التي كنا نتمنى أن يتخلص منها الغرب لكن مع الأسف ما تزال هذا الأحقاد مستمرة”.
وأضاف: “كنا نظن أنها تصرفات فردية لكن أن تقوم الحكومات كما فعلت السويد برعاية هذا الأمر الخسيس الدنيء هو دليل على استمرار الأحقاد”.
وأكد علي أن “إهانة أقدس مقدسات ملياري مسلم لا يمكن اعتباره حرية رأي”، معتبراً أن الحكومة السويدية “تكيل بمكيالين عندما يكون الأمر متعلق بمقدسات المسلمين”.
كما تظاهر مسلمون، أمام مبنى السفارة السويدية في العاصمة البريطانية لندن، احتجاجاً على حادثة حرق المصحف الشريف، ورفع المحتجون لافتات تدين هذا العمل المتطرف، ورددوا شعارات احتجاجية تستنكر الحوادث المعادية للإسلام في البلد الاسكندنافي.
كما أدى عشرات الأشخاص من مختلف البلديات في برمينغهام ومانشستر ولندن، الصلاة وتلوا آيات من القرآن الكريم.
حملات مقاطعة واستدعاء سفراء
وشهدت السويد والدنمارك وهولندا في الآونة الأخيرة عمليات حرق نسخ من القرآن الكريم من قبل شخصيات يمينية متطرفة.
ويقود زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي المتطرف راسموس بالودان، مؤخرا، حملة للاعتداء على القرآن في البلدان الأوروبية.
وعلى نطاق واسع، أثارت هذه الإساءات ضجة في العالم الإسلامي، وانطلقت حملات واسعة لمقاطعة المنتجات السويدية والدنماركية والهولندية، وألغت تركيا زيارة لوزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى أنقرة.
والجمعة، استدعت الخارجية التركية السفير الدنماركي في أنقرة داني أنان، وسط إدانات من المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو.
وأقدم زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي المتطرف راسموس بالودان، الجمعة الماضي، على حرق نسخة من القرآن أمام السفارة التركية لدى كوبنهاغن، تحت حماية الشرطة بعد لحظات من حرقه أمام مسجد.
وسبق لبالودان أن أحرق مصحفاً في 21 يناير الجاري قرب السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم، تحت حماية مشددة أيضاً.
والأسبوع الماضي، أحرق زعيم جماعة “بيجيدا” المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا إدوين واجنسفيلد، نسخة من القرآن بعد تمزيقها وتدنيسها في لاهاي العاصمة الإدارية للبلاد بعد نحو 3 أشهر من توقيفه أثناء قيامه بالعمل الاستفزازي نفسه.