على المسلم أن يختار المناسب من الكلام والاستفتاء والفتوى وفق حال المسلمين.
ففي الكوارث والحروب، يجب تثبيت المسلمين، ونفخ عقيدة الإيمان والاستعانة بالله والثقة به، وتعظيم أجر المسلم الصابر المحتسب، وإطلاق أحاديث الرحمة والنصرة والمساندة، وحث المسلمين على البر بإخوانهم، وتحقيق معنى الأخوة والتعاضد ورص الصفوف واستفراغ الجهد والمال والمتاع لإخوانه المصابين، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة والعون من الرحمن الرحيم، والأخذ بيد ضعيفهم والرفق بالجرحى والمرضى وكفايتهم بالمستطاع.
واليوم، ثلاثة بلدان من بلاد المسلمين قد أصابتها مصيبة عظيمة من ابتلاء الكوارث القدرية، فقد دمر خُمس تركيا تدميراً كبيراً في الجنوب والشرق، وشمال سورية، وأجزاء من لبنان، وارتفع عدد الشهداء والجرحى وما زال الآلاف تحت الأنقاض أطفالاً ونساءً وشيوخاً، والجهد البشري والإمكانات المادية قاصرة عن القيام بإنقاذ الناس، والطرقات غير سالكة، وهناك قرى إلى الآن لم تصلها فرق الإنقاذ في هذا الجو الجليدي والبارد مع انقطاع الكهرباء وتقطع المياه وقلة الإمداد بالمواد الغذائية؛ فواجب النصرة قائم، والعمل الدؤوب مطلوب لإنقاذ الأرواح المسلمة.. فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.
وعلى كل مسلم أن يمارس عبادة النصرة المادية والبيانية والدعاء كل وفق قدرته واستطاعته.
وأن نعين إخواننا على آثار الحدث، ولا نعين الشيطان وأعوانه عليهم.. فالله الله في المسلمين، رحماك يا رب العالمين.