أظهرت مجلة «شارلي إبدو» رسماً كاريكاتيرياً للرسامة جوان، نُشر باسم «رسم اليوم» على حسابها على «تويتر»، مبنى متضرراً وسيارة مدمرة وكومة من الأنقاض مع التعليق: «لا داعي لإرسال دبابات»، هكذا شمتت مجلة «شارلي إبدو» سيئة السمعة بضحايا أبرياء لكارثة طبيعية، ولم تخفِ المجلة، الفرنسية اليمينية المتطرفة، إخفاء فرحها في مقتل وتشرد آلاف من الأبرياء فقط لأنهم أتراك وعرب مسلمون.
والتعليق الذي كتبته رسامة الكاريكاتير «لا داعي لإرسال الدبابات» يُظهر عنصرية متطرفة، وانعداماً واضحاً للإنسانية، بل ونزعاً لإنسانية الضحايا، وجلهم من النساء والأطفال وكبار السن.. ماذا تعني الرسامة بما كتبت؟ هل تدعو لإرسال الدبابات لقتل الناس وتدمير بيوتهم، إذا لم تقتلهم الكوارث الطبيعية؟ أم أن قتلنا وتدمير بيوتنا، إذا لم تقتلنا وتدمر بيوتنا الكوارث الطبيعية، مكلف لهم لأنهم سيضطرون لإرسال الدبابات؟
لماذا يفرحون لقتلنا ولتدميرنا؟ ماذا يحرك هؤلاء غير الغل والحقد العنصري المقيت لهؤلاء الذين يعيشون في مجتمعات لا تمل من ترديد ترانيم الإنسانية والتسامح والتعايش؟ قد بدت البغضاء من أفواههم!
وقد انتقد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المجلة لسخريتها من الكارثة التي أودت بحياة الآلاف وجرح مئات آلاف آخرين، واعتبر الكثيرون الرسم «عنصريًا» و«حقيرًا»، وأدانوه لأنه يسخر من آلام آلاف الضحايا الأبرياء.
وقال نشطاء: إن الكاريكاتير «عديم الإحساس»، ومصنوع بـ«ذوق سيئ»، ومتجاوز لحد القبول الذي يبديه الناس للنكات الذكية والفكاهة الساخرة.
وقال أحد المغردين: «شارلي إبدو» لا تُضحك أحدًا، وتهدف فقط إلى إثارة الكراهية من خلال إثارة الجدل، ولكن للأسف، باسم حرية التعبير، فهل يجب أن نقر أن ذلك أمر طبيعي؟
وغرد الإمام البارز عمر سليمان، من معهد يقين للبحوث الإسلامية، على المنشور قائلاً: إن الرسوم الكاريكاتيرية تجرد «المسلمين» من إنسانيتهم كضحايا بكل الطرق.
وغرد كذلك الباحث في «الإسلاموفوبيا» خالد بيضون قائلاً: هذا”مجرد عمل حقير وعنصري وغير حساس للغاية.
وكتب عبدالله العمادي، في تغريدة: الاستهزاء بمعاناة الآخرين أمر مثير للاشمئزاز حقًا، وبعيد عن أخلاقيات الصحافة، على افتراض أنها تتمسك بها، وأنا أشك في ذلك.
ووصفت الصحفية اللبنانية جيزيل خوري الرسم الكاريكاتيري بـ«المخزي»، وطالبت المجلة بتوضيح كيف يشكل ذلك حرية تعبير.
وكتب أحد المغردين على «تويتر»: عادت العلامة التجارية الفرنسية لورق التواليت «شارلي إبدو» إلى ممارسة أسلوبها الفظ المعتاد في الأحداث الجارية.
وقالت مغردة أخرى: لا بد أن تتمتع ببعض الوقاحة لفعل ذلك، وما يزال هناك أطفال ينتظرون المساعدة تحت الأنقاض.
وانتقد بعض السياسيين الأتراك، مثل إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، موقع «تويتر» لسماحه بهذه الرسوم الكاريكاتيرية، وكتب على «تويتر»: البرابرة المعاصرون! غارقون في الكراهية والحقد الأعمى.
وقال عبدالرحيم بوينوكالين، سياسي تركي وممثل عن حزب العدالة والتنمية في لندن: ليس لديهم سقف في سعيهم لإثارة الجدل.
وكتب الصحفي التونسي مراد طيب: «شارلي إبدو» وفية لخطاب الكراهية الشهير والتعصب الأعمى والصحافة الرديئة غير الأخلاقية والازدراء الاستعماري، لا علاقة بحرية الصحافة!
وانتقدت الكاتبة التركية إليزابيت أونينا المجلة قائلة: نحن جميعًا نحب النكات الذكية والفكاهة الحادة، لكن ليس لهذا الحد.
وانتقد معهد البوسفور، وهو مركز أبحاث مستقل مقره باريس يعمل على تعزيز الصداقة بين فرنسا وتركيا، الرسوم الكاريكاتيرية ووصفها بأنها مخزية ومثيرة للشفقة.
وصرح فرانسوا بورجات، أستاذ العلوم السياسية في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية، لـ«الأناضول» أن: هذا الكارتون عمل مخز.
يذكر أن عدد الأشخاص الذين تأكدت وفاتهم في الزلزالين في تركيا وسورية يقترب من 16 ألف قتيل، وقالت وكالة إدارة الكوارث في تركيا: إن عدد القتلى في تركيا وحدها ارتفع إلى 12873، صباح اليوم الخميس، من 12391 في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء. الرقم الأحدث من سورية هو 2992، قتيل، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للقتلى إلى 15865.