صادقت حكومة الاحتلال الصهيوني، مساء أمس الأحد، على «شرعنة» 9 بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وعلى مخططات لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.
كما تبنت حكومة الاحتلال عبر ما يسمى «الكابينيت» خطة ما يسمى بوزير الأمن القومي لدى الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، بتصعيد عمليات شرطة الاحتلال ضد الفلسطينيين في القدس.
من جهتها، كشفت وسائل إعلام عبرية، عن مصادقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) لدى الاحتلال، على شن عملية عسكرية واسعة في القدس والضفة الغربية بهدف وقف العمليات الفدائية، ودعم خطة بن غفير الأمنية في شرق القدس.
وأوضحت «القناة 14» العبرية أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن عن اجتماع لـ«الكابينيت» من أجل الاستعداد لعملية أوسع ضد منفذي العمليات الفدائية في شرقي القدس والضفة الغربية.
وأشارت القناة إلى أن الاجتماع الذي استمر لأكثر من 6 ساعات، صدر عنه قرار بشرعنة 9 بؤر استيطانية في الضفة الغربية، وإمداد عشرات البؤر بالمياه والكهرباء، والتخطيط لبناء عدة آلاف من الوحدات الاستيطانية.
وقالت «هيئة البث العبري»: إنّه سيتم توسيع الاعتقالات بحق الفلسطينيين في القدس، واتخاذ إجراءات صارمة بحقهم، لكن لن يكون هناك عملية كبيرة كما طلب بن غفير، خلال الاجتماع.
مخطط بن غفير
من جهته، أوعز ما يسمى بوزير الأمن القومي لدى الاحتلال إيتمار بن غفير لقوات الاحتلال بالاستعداد لبدء عملية «السور الواقي 2» ضد المقدسيين.
وكان بن غفير قد أعلن في أعقاب عملية الدهس عن شن العملية في القدس المحتلة، على غرار عملية «السور الواقي» التي اجتاح جيش الاحتلال خلالها الضفة الغربية في عام 2002.
وقال بن غفير، في تغريدة بحسابه على «تويتر»: مصممون على تنفيذ «السور الواقي 2»، سندمر المنازل في القدس، وسنشن حملة اعتقالات واسعة، وسنداهم المساجد، وسنوقف التحريض، مضيفاً أن من صلاحيات جهاز الشرطة -الذي يسيطر عليه- تدمير المنازل غير القانونية، واعتقال أكثر من 150 هدفاً، ومداهمة المنازل، ووقف التحريض في المساجد.
وانتقده مسؤولون صهاينة، وشنوا هجوماً عليه، وقال مسؤول كبير في مكتب نتنياهو لوسائل إعلام عبرية: إن القرارات بشأن إطلاق عملية مثل «السور الواقي 1 أو 2 أو 3 أو 4»، لا يتخذها هذا الوزير أو ذاك من فوق رصيف في موقع هجوم، وأضاف واصفاً التصريحات: «إنها هراء».
وسخر زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد من أوامر بن غفير بشأن عملية «السور الواقي 2»، قائلاً: إن وزير «التيك توك» و«خبز البيتا» (في إشارة إلى إغلاقه مخابز أسرى فلسطينيين) أمر بشن عملية «سور واقٍ 2» بدون قرار «كابينيت»، «إذا لم يكن الأمر خطيراً، فهو سخيف مثله».
بعد ذلك، امتدت السخرية إلى وسائل الإعلام العبرية، وقال صحفيون: إن بن غفير هو وزير التصريحات، ويطلق تصريحات فارغة وجعل من نفسه أضحوكة، وذلك قبل أن تدخل مواقع التواصل الاجتماعي على الخط، وتنتشر فيها بكثافة صور نشرها المستوطنون لبن غفير يحاكي شخصيات مثل «رامبو» أو بطل في ألعاب فيديو شهيرة.
عدوان جديد
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن قرار حكومة الاحتلال بشرعنة عدد من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة “عدوان جديد، يستدعي تكاتف الجهود لمقاومته وإفشاله”.
واعتبرت الحركة في تصريح صحفي، اليوم الإثنين، قرار ما يسمى بـ«الكابينيت المصغّر» شرعنة بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة يظهر مرةً أخرى الوجه الفاشي والعنصري لحكومة الاحتلال التي لم تتوقف عن انتهاكاتها وإجرامها ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وأشارت إلى أن القرار يظهر تحدي حكومة الاحتلال واستخفافها بالمجتمع الدولي وبالقرارات الأممية التي لطالما أكّدت عدم شرعية الاستيطان وطالبت بوقفه.
ودعت “حماس” أبناء الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله إلى مقاومة سياسات الاحتلال الاستيطانية بالوسائل كافة، كما دعت الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى دعم وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني في الحفاظ على أرضه ومقدساته.
وطالبت الحركة بتفعيل مقاطعة هذا الكيان المحتل، وملاحقة قادته أصحاب السجل الحافل بالإجرام أمام المحاكم الدولية، انتصاراً للعدالة ولحقوق شعبنا الفلسطيني في التحرير والعودة وتقرير المصير.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة إلى أن جنون بن غفير سيصحّح بوصلة الصراع، بدل سياسة تجريع السمّ بالتدريج التي أدمنها الكيان؛ ومرّرها الجبناء.
وقال الباحث في الشأن الصهيوني د. صالح النعامي: لا تغرنكم سخرية الإعلام الصهيوني من بن غفير وأدائه البهلواني، مضيفاً أن مخططات بن غفير للتصعيد ضد القدس والمقدسيين ستطبق رغم أنها موغلة في الهذيان والتطرف لسبب بسيط؛ لأن السخرية منه زادته تصميماً على تنفيذها، ولأن نتنياهو يدرك أنه بدونه لن تكون له حكومة، وهذا ما سيدفعه إلى استرضائه بكل ثمن.
و«السور الواقي» عملية عسكرية شنتها قوات الاحتلال في مارس 2002، في كافة أنحاء الضفة الغربية، قتلت خلالها عشرات الفلسطينيين، كما حاصرت الرئيس السابق ياسر عرفات في مقر إقامته بمدينة رام الله.