قام خالد الشامري، مدير إدارة الإغاثة في نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي، أثناء إغاثته للمتضررين من زلزال تركيا، بتفقد أحوال المتضررين؛ وذلك للوقوف على احتياجاتهم لتلبيتها، في منطقة أنطاكية التي انهار أغلب مبانيها.
ظلّ الشامري، الذي يرتدي سترة تدل على أنه أحد أفراد نماء الخيرية القادمة لإغاثة المتضررين من سكان تركيا، ساكنًا وسط الاضطرابات، غير مبال بالبرد ولا بما يحدث حوله.
لاحظ حينها رجلاً مسناً (66 عاماً) يجلس على حطام بناية، وتمسك بيده فتاة عمرها 15 عاماً.
بدأ حينها بتصوير المشهد (أب يمسك بيد فتاة دون أن يتركها، وسط الأنقاض والدمار).
التقط الشامري الصورة، بينما راقبه الرجل وعيناه تبكيان، فاقترب من الرجل الذي بادره بالحديث: بين ليلة وضحاها، تحولت أنطاكية التركية إلى مدينة من أشباح، الزلزال المدمِّر تسبب في انهيار معظم الأحياء السكنية وحصد آلاف الأرواح.
سأله الشامري عن أحواله فأجابه قائلاً: كنت أقطن في هذه البناية التي يصل ارتفاعها 10 طوابق، كل طابق يحتوي على 3 شقق، يسكنها أكثر من 250 شخصاً، والآن لم يخرج منها إلا 5 أفراد فقط؛ زوجتي وابنتي وابني ما زالوا تحت الأنقاض.. خرجت أنا وحفيدتي بأعجوبة!
7 أيام لم ينقطع لديه الأمل في أن يجد زوجته وأولاده، لم يفارق مكانه، ينادي عليهم كل يوم: أين أنتم؟ هل تسمعونني؟ أجيبوني!
يقول العم عبدالله: ذهب كل ما أملك تحت الأنقاض، لكن كل هذا لا يهمني.. إن أكبر همي الآن هو العثور على زوجتي وأولادي.
ولم يكن العم عبدالله وحده في هذا الموقف، فهناك المئات بل الآلاف مثله ينتظرون.
في بعض الأحيان تتكلل عمليات البحث هذه بالنجاح، فتُسمع أصوات فرح وهتافات.. وأحياناً أخرى كل ما تلتقطه أذناك هي أصوات أنين وبكاء ونداءات استغاثة يائسة.
يقول الشامري: لقد تأثرت كثيراً في ذلك الوقت، اغرورقت عيناي بالدموع، ظللت أقول لنفسي: يا إلهي! هذا ألم لا يُطاق، نسأل الله أن يلطف بحالهم ويربط على قلوبهم.