أشادت السفيرة التركية لدى البلاد طوبى سونمز بدور دولة الكويت الإنساني والإغاثي على كافة المستويات، لا سيما الوقوف إلى جانب تركيا جراء الزلزال المدمر الذي خلف آلاف القتلى والمصابين.
وأضافت سونمز، خلال اللقاء الخيري الذي أقامته أمانة العمل النسائي بجمعية الإصلاح الاجتماعي لمساعدة المتضررين من الزلزال من فاقدي الأطراف، أن تركيا تمر بأزمة كبيرة جراء الزلزال المدمر الذي أصابها واستفاقت عليه يوم 6 فبراير الجاري، مشيرة إلى أن قوة الزلزال تعدت 500 طن من القنابل النووية؛ فخلف أكثر من 40 ألف قتيل، و100 ألف جريح.
وتابعت سونمز: تركيا اعتادت على الزلازل، وقد عايشت زلزال عام 1999 والذي وقع في إسطنبول ووصل إلى أنقرة وإزمير وصبنجة، وكانت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر، وحدث هذا الزلزال في فصل الصيف، فكان هناك مجال لإنقاذ عدد من الأرواح حتى ولو بعد فترة، مشيرة إلى أن الزلزال الحالي من لم يتأثر به سيتأثر حتماً بالبرد، خاصة أن الوصول للأماكن المتضررة كان به صعوبة بالغة لتضرر الطرق.
القيادة السياسية في الكويت
وأكدت سونمز أن فرق الإنقاذ جاءت من دول العالم، لكن الكويت كانت من السباقين، فتواجدت في اليوم الثاني، مشيرة إلى أن القيادة السياسية في الكويت وسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب حدوث الزلزال مباشرة، وأيضاً هناك اتصالات متواصلة مع وزير الخارجية الكويتية للوقوف على أهم الاحتياجات.
وبينت سونمز أن الجسر الجوي بين الكويت وتركيا حمل في طائرته الأولى المنقذين، والثانية المعدات اللازمة لعملية الإنقاذ، مشيرة إلى أنها وصلت غازي عنتاب منذ يومين مع وزير الشؤون الاجتماعية في دول الكويت مي البغلي، وهذه المنطقة من ضمن 16 مدينة تضررت، وقد حملنا على متن الطائرة 40 طناً من المواد الإنسانية.
وأوضحت سونمز أن التضامن الشعبي الكويتي كان حاضراً، حيث جاءتها اتصالات من بعض المتبرعين قاموا بتوفير 1000 خيمة، مؤكدة أن الحاجة ماسة في الوقت الحالي إلى الخيام والمولدات الكهربائية والبطانيات ومواد التدفئة والحمامات المتنقلة.
وقالت سونمز: إن المتضررين من الزلزال في حاجة إلى الدعم النفسي، فهم يمرون الآن بمرحلة الصدمة، ولا يستطيعون التعبير الآن عما يجول في خواطرهم، لكن ستظهر آثار الزلزال شيئاً فشيئاً، خاصة أن أكثر المتضررين من الأطفال والنساء.
واختتمت سونمز بأنها لن تنسى الوقفة الكويتية الإنسانية على كافة الأصعدة، حتى من قبل الأطفال الصغار الذين رأيناهم يأتون للتبرع.
الحملات الخيرية
من ناحيته، قال رئيس قطاع الموارد المالية والتنمية في نماء الخيرية وليد البسام: خلال هذه الكارثة تثبت الكويت مرة جديدة، بجناحيها الرسمي والشعبي، إنسانيتها التي شهد لها بها العالم وتوجت بتسميتها مركزاً للعمل الإنساني، حيث انطلقت الحملات الخيرية في الجمعيات المختلفة منذ بداية الأزمة وأطلقت الدولة حملتها والتي نتج عنها أكثر من 20 مليون دينار كويتي.
وأضاف البسام: منذ أن انتشرت صور الدمار والضحايا، انطلقت الكويت لتعبر عن تضامنها المتضررين في تركيا والشمال السوري، وانطلقت معها حملات المساعدة التي كانت ذروتها بتبرع الدولة بمبلغ 30 مليون دولار، بتوجيهات سامية، شملت أيضاً إقامة جسر جوي لإغاثة المتضررين
وتابع البسام: تبعتها حملات من جمعيات النفع العام، لجمع التبرعات التي عبرت عن سخاء أهل الكويت وحبهم لعمل الخير، ليكون تتويج هذه الجهود الحملة الرسمية «الكويت بجانبكم» التي أطلقتها وزارات الإعلام والشؤون الاجتماعية والخارجية، عبر تلفزيون دولة الكويت لجمع التبرعات، حيث سجلت الحملة مبلغاً تجاوز 20 مليون دينار.
وأكد البسام أن نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي كانت حاضرة أيضاً بفريقها فمنذ بداية الأحداث تواجدنا في الميادان عبر فريقنا برئاسة مدير إدارة الإغاثة خالد مبارك الشامري والذي حرص على تنفيذ الإغاثة بنفسه وأيضا تواجد الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد العتيبي مع الجسر الجوي ونماء مستمرة إلى الآن في حملتها الإغاثية.
وأوضح البسام أن نماء الخيرية تؤمن في علمها الإنساني بأن دراسة الميدان دراسة تخصصية، ودراسة الاحتياجات ورفع مستوى الأداء للحصول على نتائج مرضية هي خطوات يجب العمل على تحقيقها للوصول إلى للفئات الأشد حاجة لذا قبل قيام نماء الخيرية بتنفيذ أي مشروع أو إغاثة تقوم بإعداد دراسة ميدانية لاختيار الإغاثة المناسبة لذا كان فريقنا برئاسة الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد العتيبي ومدير إدارة الإغاثة خالد مبارك الشامري وأيضا د. محمد الكندري أيضا متواجدين في الميدان وذلك لتقديم الأنفع للأحوج
الكويت مختلفة
من جانبها، قالت منال الفيلكاوي، رئيسة أمانة العمل النسائي في جمعية الإصلاح الاجتماعي: إن الكويت حينما تحتفل بالأعياد الوطنية وعيد التحرير تقوم بذلك بأسلوب مختلف، احتفال يكون بالعطاء والبذل ومد يد العون لكل محتاج قبل أن يطلبه، فلا يخفى على الجميع ما يمر به العالم الإسلامي أجمع من مشاعر الألم والحزب تجاه الأوضاع الحالية في المناطق المنكوبة جراء الزلزال في المناطق التركية والسورية، حيث إن لنا إخوة وجدوا أنفسهم بين غمضة عين وانتباهتها ما بين مدفون ينتظر من ينقذه، وهارب من الأسقف المتهاوية، وشهيد، وجريح يعاني من البرد والوجع والفقد بعد الأمن والعافية؛ فآثرنا التعاون مع نماء الخيرية من خلال استثمار هذا اللقاء بإقامة عشاء خيري على هامشه، ومن خلال استضافة سعادة السفيرة التركية لتمدنا مباشرة بما يحدث هناك، وتوجهنا لأفضل وسائل الدعم والمساندة، وإنني من هذا المكان أجدد تقديم العزاء لسعادة السفيرة الفاضلة.
وأضافت الفيلكاوي أن سعادة السفيرة أخبرتنا يوم زيارتنا لمقر السفارة أن الكويت مختلفة، وأن دعم دولة الكويت مختلف، وسنؤكد دائماً أن الكويت لم تلقب بـ«بلد الإنسانية» مجاملة أو عبثاً، فنحن كبرنا وكبر أبناؤنا على إغاثة الملهوف ومساندة المنكوب، وإن مصاب الجمهورية التركية هو مصابنا جميعاً.
هذا، وقد توجهت الفيلكاوي بالشكر إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والحكومة الرشيدة ممثلة بالوزارات التي دعمت بكل ما تستطيع الجهود الإغاثية ودعمت العمل الإنساني وسهلت الجهود الشعبية في هذا الإطار واحتوتها ونظمتها، فكانت القيادة الرشيدة التي تشعرنا بالفخر داخل الكويت وخارجها.
النصرة والتآخي
فيما قالت موضي ثنيان العميري، رئيسة لجنة التواصل المحلي في وحدة العلاقات العامة والإعلام بأمانة العمل النسائي في جمعية الإصلاح الاجتماعي: إن هذه المناسبة التواصلية مع الشخصيات التي تساهم في رفعة الإنسان وتقديم كل ما فيه خدمة ونفع له بجميع المجالات، وهذه أكبر رسالة يسعى على تحقيقها ديننا الإسلامي الحنيف؛ لذا كانت هذه الأمسية وهذه الأجواء التي نعيشها أخوية تحمل الحب والمودة والتراحم فيما بيننا، وما أحداث الساعة الكارثية من زلازل أصابت أهلنا في تركيا وسورية وتضامن القيادة الكويتية والشعوب العربية بمد يد العون والمساعدة المعنوية والمادية للمتضررين إلا أكبر دليل على النصرة والتآخي وتفريج الكرب، فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
وأضافت العميري: لقد فزعت القلوب ورفعت الأيادي بالدعاء للمولى عز وجل لصرف هذا الابتلاء، وأن ينزل رحمته على من قضى نحبه فهم شهداء عند الله، ومن أصابه الضر والمعاناة الصحية والنفسية بفقد أقربائه وأهله، وها هي الأيادي البيضاء تمتد لهم بكل دقيقة بتضافر جهود اللجان الخيرية، متوجهة بالشكر إلى نماء الخيرية لتعاونها في إقامة هذا اللقاء وبتواجدها في أرض الزلازل لإنقاذ من يتمكنون من إنقاذه، ومسح دمعة المصابين، وندعو لهم بالطمأنينة والسكينة.
جهود الجمعيات الخيرية
ومن ناحيتها، قالت سميرة الصرعاوي، رئيسة وحدة العلاقات العامة والإعلام: إن هذا اللقاء يأتي مساندة من الأمانة للمتضررين من الزلزال من الشعبين التركي والسوري بالتعاون مع نماء الخيرية وبحضور السفيرة التركية، وسوف يذهب ريعه بالكامل إلى متضرري زلزال تركيا والشمال السوري.
وأشادت الصرعاوي بجهود الجمعيات الخيرية في الكويت، مؤكدة أنه ليس غريباً على بلد الإنسانية ما تقوم به في ظل القيادة الحكيمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.