قبل أيام، أثارت صورة محجبة لإحدى الممثلات في إعلان عن مسلسل درامي يعرض في رمضان القادم جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
بوجه شاحب تعلوه ابتسامة باهتة وملامح منكسرة كانت صورة الحجاب من خلال الممثلة كما رأى كثيرون، تختلف تماماً عن الواقع وتعد تشويها متعمداً لصورة المرأة المصرية، والمحجبة على وجه الخصوص.
ويحاول الإعلان حصر صورة المرأة المحجبة في قالب محدد وأسلوب سردي ينتقص من قدراتها ويظهرها كامرأة ضعيفة مسلوبة الإرادة، بينما رأى آخرون أن الحكم على صورة قبل عرض العمل الفني أمر هزلي ولا يمت للواقع بصلة، ولكن مذيعاً شهيراً دافع عن الحجاب قائلاً: «أحترم كل فتاة أو سيدة محجبة لأن الحجاب فرض».
تكتل بعض المنسوبين إلى الفن وما يسمى التنوير وراء صاحبة الصورة، فأهانوا الإسلام، وقالوا: إن المسلمين يخافون الفن(!)، وأشادوا بموهبة الممثلة الفنية في المسلسل الذي يدور حول امرأة في منتصف الثلاثينيات من عمرها يتوفى زوجها وتصبح المسؤولة عن طفليها، وتحاول جاهدة إثبات حقوق أبنائها القُصَّر داخل أروقة محكمة الأسرة وخاصة «المجلس الحسبي»، وتقرر العمل بحثاً عن عائد مادي يضمن لها ولطفليها حياة كريمة.
ومن الجدير بالذكر أن عدداً من الفنانات ظهرن بالحجاب في أعمال فنية ولم يتعرضن للانتقاد، منهن: هند صبري، وحنان ترك، وصابرين، ودرة، ونيللي كريم، لأن الحجاب لم يكن محلاً للسخرية أو الاستهزاء.
طرح الجدل قضية تمثيل الحجاب في الدراما المصرية، وهل الغرض منه «تلميع المحجبات»، أم «تشويه صورتهن»، أم «إثارة فضول المشاهد»، أم «تقديم عمل بأبعاد درامية وإنسانية تتمركز حول نماذج نسائية مختلفة داخل المجتمع»؟
في فيلم قديم نسبياً، اسمه «حد السيف»، قدم وحيد حامد شخصية المحجبة في شكل يبعث على التقزز من خلال سلوكياتها ومعاملاتها، ولعلها كانت المرة الأولى التي تقدم فيها المحجبة بالأفلام الملونة، توالت بعدها صورة المحجبة بشكل سلبي وضعيف في معظم الحالات، باستثناء بعض الأعمال التاريخية، بينما تأتي صورة المرأة السافرة إيجابية وتعبر عن قوتها ونجاحها.
وبصفة عامة، لا يخفي خصوم الإسلام والحكومات المتغافلة انزعاجهم من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في ردعهم، وكشف أفكارهم المعادية وخططهم البائسة، ولذا كثرت الدعوات لتقييد هذه الوسائل وتجريمها بالقوانين.