أقامت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي فعالية علمية تحت عنوان «تشات جي بي تي من منظور التربية والأخلاق»، قامت من خلالها بتعريف الجمهور وخصوصاً الشريحة المهتمة بالموضوع بطبيعة وأهمية «تشات جي بي تي».
في البداية، قام د. محمد خاجة، الباحث المشارك في معهد الكويت للأبحاث العلمية (KISR)، بتقديم محاضرة، تحدث فيها عن ثورة الذكاء الاصطناعي، التي تعتبر تقنية «تشات جي بي تي» من بواكير إنتاجها.
وأوضح أن تقنية «تشات جي بي تي»، وتعني المحادثة أو الثرثرة باستخدام تقنية المحولات التوليدية المدربة مسبقًا، ما زالت في مرحلة التطور، وينتظرها مستقبل مذهل، وأوضح أن مجتمعاتنا لا بد أن تواكب هذا التطور العلمي المذهل.
ثم عرَّج د. خاجة على فنيات وميزات وقيود وعيوب «تشات جي بي تي»، وأوضح أن من مميزات هذه التقنية أو هذا الروبوت أنه يمكنه أن يصل لكمية هائلة من المعلومات في وقت قليل، ويستخرج منها ما يحتاجه السائل، ولديه قدرة على التحليل، ولكن الباحث لا يستطيع أن ينسب شيئاً لـ«تشات جي بي تي»؛ أي أنه ليس مصدراً، حتى الآن على الأقل.
وبيَّن أن ما يميز «تشات جي بي تي» عن غيره هو قدرته الفائقة والفورية على شرح مفاهيم معقدة بكلمات بسيطة، وبإنتاج محتوى من الألف إلى الياء دون الاقتباس المباشر من مصادر أخرى، رغم أنه غير متصل بشبكة الإنترنت، وإن كان قد تم تغذيته ببيانات متاحة على الشبكة.
آثار «تشات جي بي تي» على التقييمات التعليمية
بعد ذلك، قامت د. فوزية العوضي، الأستاذ المساعد بقسم أصول التربية في كلية التربية جامعة الكويت، بتقديم محاضرة عن «آثار تشات جي بي تي على التقييمات التعليمية»، موضحة أن للذكاء الاجتماعي فوائد جمة ستؤثر بشكل كبير على ميدان التربية والتعليم، وأن تقنية «تشات جي بي تي» تقنية فريدة من نوعها؛ حيث إنها قادرة على اختصار الوقت والجهد الذي يبذل من قبل البشر في تكوين محتوى جيد، واستحداث نصوص تستجيب لحاجات أو ترد على استفسارات، ولكن من سلبيات «تشات جي بي تي» عندما يستخدم في القطاع التعليمي، في ظل قدرته الفائقة على كتابة المحتوى، أنه قد يستخدم من قبل الطلاب، ولذلك يجب استحداث آليات لمعرفة ما إذا كان النص كتبه الطالب أم كُتب بواسطة روبوت المحادثة.
وفي ظل احتمال أن يستعين الطلاب بتقنية «تشات جي بي تي» في حل واجباتهم الدراسية، هناك من يوصي بدفع الطلاب لكتابة المسودات لأوراقهم البحثية في فصولهم الدراسية باستخدام متصفحات تراقب نشاط الحاسوب، كما تدرس بعض الجامعات أن تطلب من طلابها شرح كل مراجعهم وجهاً لوجه.
ومن السلبيات المعروفة عن هذه التقنية في مجال التعليم قدرته على استنساخ أجوبة الطلاب، الأمر الذي سيحتاج استجابة سريعة من القطاع التعليمي من خلال طرق أكثر تعبيراً وإيجابية في تقييم الطلاب بناء على المفاهيم المشتقة وبعيداً عن إعادة تدوير المحتوى.
وجهات النظر الأخلاقية في استخدام «تشات جي بي تي»
ثم جاءت محاضرة د. حسين المهري، الأستاذ المشارك في قسم علوم الحاسب بجامعة الكويت، وقد أوضح المهري أن الذكاء الاصطناعي قد غيّر مفهوم العالم والمستخدمين عن تكنولوجيا روبوتات الدردشة التي بدأت عام 2018، خاصة أن المعلومات الصادرة منه قريبة جداً من الواقع، وقد تكون صحيحة وكأنك تتعامل مع شخص حقيقي، ولكن النظام لم ينضج بعد، وهذا يصعّب مهمة من يريد التعامل معه من وجهة النظر الأخلاقية.
ولكن الخطورة تكمن في ثقة المستخدمين الكبيرة فيه؛ لأن المصدر الأساسي الذي يستخدمه البرنامج لاستقبال البيانات ومعالجاتها هو الإنترنت، وهو عالم مفتوح ومعلوماته غير دقيقة، ومن ثم فقد يقدم معلومات خاطئة للمستخدمين.
وناشد د. المهري المختصين في المجالات المختلفة، ومن بينها المجال القانوني والأخلاقي، مواكبة هذه الثورة التقنية المعرفية الهائلة.