في إطار فعاليات ختام الاحتفال بالقاهرة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022، نظم المجلس الأعلى للثقافة المصري بالمشاركة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) «ملتقى القاهرة الدولي السابع للتراث الثقافي غير المادي.. دورة د. أحمد مرسي»، تحت عنوان «التراث الثقافي غير المادي في العالم الإسلامي.. المشترك والمتنوع»، بمشاركة أكثر من 80 باحثًا من 13 دولة (مصر، الأردن، تشاد، تونس، الجزائر، المغرب، السعودية، العراق، الكويت، عُمان، لبنان، ليبيا، نيجيريا).
وناقش الملتقى في 6 محاور رئيسة مجموعة من القضايا المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي، فرصد المحور الأول الذي جاء تحت عنوان «الحكي الشعبي: تراث مستمر» تقاليد الحكي الشعبي في دول العالم الإسلامي، والأنواع السردية الشعبية ومظاهر تحورها واستمراريتها في الفنون المختلفة.
وحمل المحور الثاني اسم «الاستشراق وتراث الدول الإسلامية غير المادي»، وناقش فيه الباحثون دور المستشرقين في رصد حكايات «ألف ليلة وليلة»، والسير والأمثال والأغاني والممارسات الاجتماعية والمعتقدات الشعبية في الدول العربية والإسلامية.
واهتم المحور الثالث بالحِرَف الشعبية في ضوء رؤية 2030، وناقشت الأوراق المقدمة فيه الحرف الشعبية المشتركة في دول العالم الإسلامي، وكيفية تحقيق التنمية المستدامة لهذه الحرف، ومواجهة التحديات التي تهدد استمرارها.
وعرج المحور الرابع على قضايا التحول الرقمي وصون التراث الثقافي غير المادي، بتسليط الضوء على المبادرات والمشاريع في مجال التحول الرقمي للتراث الثقافي غير المادي، ودور الوسائل التكنولوجية والتطبيقات الحديثة في صون هذا التراث الثقافي وتوثيقه.
ونافش المحور الخامس من الملتقى الممارسات الاجتماعية والمعتقدات الشعبية وتنوعها كما تعكسها العادات الشعبية في الدول الإسلامية.
بينما تناول المحور السادس حيوية التراث الغنائي الشعبي في العالم الإسلامي، ومواكبته للمتغيرات التي اعترت مسيرة الجماعة الشعبية في الوقت الراهن، كما ناقشت الأوراق البحثية المقدمة في هذا المحور الأغاني المصاحبة لدورة الحياة، وأغاني العمل والمناسبات الدينية.
وخرج الملتقى بمجموعة من التوصيات، جاء على رأسها أهمية إنشاء أرشيف وطني يرصد عناصر التراث الثقافي غير المادي في جميع الدول العربية والإسلامية، والتأكيد على أهمية رفع الوعي العام بهذا التراث وصونه لتعبيره عن هوية هذه البلدان وثقافتها الراسخة منذ فجر التاريخ.
وفي ختام فعاليات الملتقى، أعلنت د. نهلة إمام، مقررة اللجنة العلمية ومنسقة المؤتمر وخبيرة التراث الثقافي غير المادي بـ«اليونسكو»، عن اعتزام جمهورية مصر العربية على تسجيل أكلة «الكشري» على قوائم التراث الثقافي غير المادي بـ«اليونسكو»، وكذلك «التلي»، موضحة أن اشتراطات المنظمة تقصر على كل دولة تسجيل عنصر واحد من عناصرها الثقافية كل عامين ما يبطء من عملية ضم العناصر التي تزخر بها الدول العربية والإسلامية على قوائم «اليونسكو»، مشيرة إلى أهمية تفعيل الأرشيف الوطني لكل دولة وتسجيل عناصرها عليه لصون هذه العناصر وتسجيلها كلها على قوائم «اليونسكو» كلما أتيحت الفرصة لذلك.
ومن الجدير بالذكر، أنه أطلقت فعاليات القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي منذ أبريل 2022م من سور القاهرة الشمالي بعد تأجيل الاحتفال لمدة عامين، بسبب وباء كورونا، بعدما أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) اختيار مدينة القاهرة المصرية عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022م، واختتمت فعاليات هذا الحدث في 11 مارس 2023م في ساحة دار الأوبرا المصرية بمشاركة فرق للفنون الشعبية، وعرض فني باسم «سيمفونية القاهرة».