يظل العدو الصهيوني مرفوضاً على المستوى الشعبي في أرجاء الأمة الإسلامية؛ بسبب جرائمه الوحشية ضد شعوبنا العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، ومهما وقَّعت معه بعض الحكومات العربية من اتفاقيات للتطبيع، والقبول بما يسمى «الدين الإبراهيمي»، فإن مشاعر الأمة لا تتسامح مع احتلال فلسطين والقدس، واستباحة المقدسات الإسلامية في الخليل والمسجد الأقصى.
وقد نشر الكاتب المصري رفعت سيد أحمد (قومي ناصري)، على صفحته بـ«فيسبوك»، تعليقاً على ما قامت به جريدة «المصري اليوم» الخاصة المصرية (7 فبراير 2023م) من احتفاء وإشادة (مع قليل من النقد الخجول) على صفحة كاملة بالمسلسل الدرامي الصهيوني «فوضى» الذي عرضته منصة «نتفليكس».
يتناول المسلسل، في صورة مضللة وأكاذيب صهيونية معتادة، المقاومة الفلسطينية بالتشويه والتجريم، وعدّها إرهاباً، وفي الوقت ذاته يسبغ صفات البطولة والشجاعة على جماعات المستعربين الصهيونية الإرهابية الحقيقية التي تندس وسط الفلسطينيين لتغدر بهم وتغتالهم أو تأسرهم وتعذبهم.
يُعرض المسلسل منذ سنوات، ويجد اليوم إشادة من صحيفة مثل «المصري اليوم»، تصفه بقمة الحرفية والحبكة وفن الدراما، وأن 190 دولة بما فيها دول عربية تشاهده في موسمه.
المفارقة العجيبة أن الصحيفة المذكورة نشرت قبل عامين خبراً عن موقف الصليب الأحمر الدولي الذي رفض المسلسل، وقالت على موقعها (الإثنين 28 ديسمبر 2020م): «انتقدت هيئة الصليب الأحمر الدولي، في سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مسلسل «فوضى» الصهيوني، الذي يتحدث في جزئه الرابع عن عمليات قوة صهيونية خاصة في قطاع غزة».
ووجه الصليب الأحمر انتقاده بشكل أساسي، لاستخدام قوة العدو في المسلسل، سيارة طبية بهدف الدخول لغزة ومساعدة قوة أخرى كشف أمرها داخل القطاع، إلى جانب ملاحقة مطلوبين، وعدّ مثل هذا العمل مخالفاً للقانون الإنساني، إلى جانب تعذيب شخص للإدلاء باعترافات، كما وجه انتقادات لاستخدام مجمع طبي لأغراض عسكرية.
ويشير سيد أحمد إلى أن المحررة التي أشادت بالمسلسل زوجة مسؤول في جريدة «المصري اليوم»، وتعمل في مجال التنمية البشرية بشركة إماراتية – مصرية لها سوابق في التطبيع، وطالب الكاتب باتخاذ موقف حازم من جانب نقابة الصحفيين المصرية التي اتخذت قرارات قاطعة ورافضة للتطبيع والمطبعين منذ عام 1980م، كما طالب باعتذار الصحيفة ومسؤوليها.