أدان مسؤولون فلسطينيون، اليوم الإثنين، تصريحات أدلى بها وزير المالية الصهيوني سموتريتش أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمد اشتية: إن التصريحات التي أدلى بها سموتريتش، وأنكر فيها وجود شعب فلسطين، دليل قاطع على الفكر الصهيوني العنصري المتطرف الذي يحكم الحكومة “الإسرائيلية” الحالية.
وأضاف اشتية في كلمته بمستهل جلسة الحكومة، اليوم الإثنين، في رام الله، أن هذه التصريحات التحريضية التي تنسجم مع المقولات الصهيونية الأولى «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض»، وإن الأراضي الفلسطينية «متنازع عليها»، وتعبر عن عنجهية القوة والغطرسة، لا تهز انتماءنا إلى أرضنا وتاريخنا، وأن كل الآثار والتاريخ تبرهن على التصاق الفلسطيني بأرضه منذ فجر التاريخ البشري والإنساني.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة أن هذه المواقف تعكس العقلية الاستعمارية الظلامية التي باتت تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة، وتخلق مناخات لنمو التطرف والإرهاب ضد شعبنا.
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، في بيان صدر عنه، اليوم الإثنين: إن هذه العقلية الإجرامية التي طالبت قبل عدة أيام بإزالة بلدة حوارة عن الوجود، لم تفاجئنا بإنكار وجود الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض الحقيقي والتاريخي، مضيفاً أن هذه العقلية الإرهابية تدل على مدى التطرف والعنصرية والفاشية التي تحكم تركيبة حكومة الاحتلال.
وأشار إلى أن استمرار التحريض ضد الشعب الفلسطيني نتج عنه المجازر اليومية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين من جانب جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين.
وطالب فتوح المجتمع الدولي باتخاذ مواقف جدية من هذه التصريحات الفاشية، باعتبارها دعوة وتحريضاً على ارتكاب المجازر وتهجير شعبنا.
مقاطعة الوزراء الصهاينة
بدوره، أكد عضو قيادة حركة «حماس» في الخارج سامي أبو زهري، أن تصريحات سموتريتش عنصرية تعكس طبيعة الاحتلال المجرم، ولن تغير من حقيقة الواقع شيئاً حول أصالة الوجود الفلسطيني، وكون الصهاينة مجموعة من المحتلين العنصريين.
وقال أبو زهري: إن سموتريتش ليس الصهيوني الأول الذي تفوّه بمثل هذه البذاءات، في محاولة فاشلة لإنكار تاريخ عاشه آباؤنا وأجدادنا الأوائل منذ مئات السنين، مبيناً أن الوقائع السياسية على الأرض تؤكد أن شعبنا كان وما زال وسيبقى هو سيد الأرض وصاحبها، والمحتلون عابرون طارئون عليها، وسيكون مصيرهم الطرد والرحيل، بإذن الله.
وأشار إلى أن إصدار هذا الوزير العنصري لتصريحاته البغيضة قبل أن يجف حبر قمة شرم الشيخ تكرار منه لتصريحات إرهابية سابقة حين دعا إلى محو بلدة حوارة بعد ساعات فقط من انتهاء قمة العقبة، وهي تأكيدات لا تقبل التأويل أن الاحتلال يدير ظهره لكل ما تسفر عنه هذه القمم، ويمعن في دمويته تجاه أبناء شعبنا، ومصرّ على إفنائه، تحقيقاً لهذه الدعوات الفاشية.
ودعا أبو زهري الأوساط السياسية الغربية لحظر ومقاطعة الوزراء الصهاينة، لأنهم يشكلون خطراً على الأمن والسلم الدوليين، ويدعون إلى ارتكاب المزيد من المجازر والمذابح بحق شعبنا الفلسطيني، في استعادة دامية لتاريخ العصابات الصهيونية التي ارتكبت العديد منها إبان نكبة شعبنا وما سبقها وما تلاها.
وكان رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش قال خلال مشاركته بأمسية، أقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس وفق «وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا): لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة.
وادعى سموتريتش أنه لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيون، لأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني، على المرء أن يقول الحقيقة دون الانصياع لأكاذيب وتحريفات التاريخ، ودون الخضوع لنفاق حركة المقاطعة والمنظمات الموالية للفلسطينيين.
وكانت الوزيرة في حكومة الاحتلال أوريت ستروك أدلت بتصريحات تحريضية مماثلة، حول أبناء الشعب الفلسطيني في بلدة حوارة ومحالهم التجارية ومصالحهم الاقتصادية.
يذكر أن الحكومة الفرنسية قد قررت مقاطعة وزير المالية سموتريتش، خلال زيارته لباريس، وجاء هذا الإجراء بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة، على خلفية دعوته إلى «محو» بلدة حوارة، وتصريحاته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني والعرب.
وفي مطلع مارس الجاري، قال سموتريتش: إن بلدة حوارة في نابلس «يجب أن تمحى»، مضيفاً: أعتقد أن على «إسرائيل» أن تفعل ذلك وليس أشخاصاً عاديين، ما أثار ردود فعل عربية ودولية منددة.
وجاء تحريض المتطرف سموتريتش على حوارة، بعد يومين من شن مئات المستوطنين هجوماً إرهابياً على عليها وعلى البلدات والقرى المجاورة لها؛ ما أسفر عن استشهاد مواطن وإحراق عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية وتدميرها.