أصيبت المطارات ومحطات الحافلات والقطارات بالشلل في جميع أنحاء ألمانيا صباح اليوم الاثنين، خلال أحد أكبر الإضرابات منذ عقود، مما تسبب في إرباك ملايين الأشخاص في بداية أسبوع العمل. ويأتي الإضراب في وقت تعاني فيه ألمانيا، ذات الاقتصاد الأكبر في أوربا، من التضخم.
الإضراب المقرر مدة 24 ساعة، دعت إليه نقابة فيردي العمالية ونقابة “إي في جي” لعمال النقل، وهو الأحدث في إضرابات مستمرة منذ أشهر أضرت بالاقتصادات الأوربية الكبرى، حيث أثر ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في مستويات المعيشة.
يوم الإضراب الكبير
وتوقفت وسائل النقل العام في معظم أنحاء ألمانيا في منتصف الليل، ويشمل “يوم الإضراب الكبير” اليوم الاثنين، خدمات السكك الحديدية وجميع المطارات والممرات المائية والطرق السريعة ووسائل النقل العام المحلية تقريبا في سبع ولايات من بين 16 ولاية في ألمانيا.
وتندرج هذه الحركة في إطار توتر اجتماعي متزايد في أكبر اقتصاد أوربي، حيث نظمت عدة إضرابات منذ مطلع العام في مختلف القطاعات شملت مدارس ومستشفيات، مرورًا بالبريد وإدارات محلية.
تعليق مطارين
وعلق اثنان من أكبر المطارات في ألمانيا، وهما ميونيخ وفرانكفورت، الرحلات الجوية، في حين ألغت شركة دويتشه بان المشغلة لخدمات السكك الحديدية رحلات المسافات الطويلة. وأطلق عمال مشاركون في الإضراب يرتدون سترات حمراء أبواقا وصفارات في محطة قطار خالية في ميونيخ.
ويضغط الموظفون من أجل رفع الأجور لتخفيف آثار التضخم الذي وصل إلى 9.3% في فبراير/ شباط.
{tweet}url=1640226557527564288&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وتضررت ألمانيا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي قبل الحرب في أوكرانيا، بشدة من ارتفاع الأسعار مع سعيها للبحث عن مصادر طاقة جديدة، إذ تجاوزت معدلات التضخم فيها متوسط التضخم في منطقة اليورو في الأشهر الماضية.
وتتفاوض نقابة فيردي نيابة عن 2.5 مليون موظف وعامل في القطاع العام، بينهم العاملون في النقل العام وفي المطارات. وتتفاوض نقابة (إي في جي) لعمال السكك الحديدية والنقل لصالح 230 ألف موظف وعامل في شركة السكك الحديدية دويتشه بان وشركات الحافلات.
وتشبث كل طرف بموقفه في الساعات التي سبقت الإضراب، وقال رؤساء النقابات إن الزيادة الكبيرة في الأجور مسألة “حياة أو موت” لآلاف العمال، في حين قال متحدث باسم دويتشه بان اليوم الاثنين “ملايين الركاب الذين يعتمدون على الحافلات والقطارات يعانون من هذا الإضراب المبالغ فيه”.
وتطالب نقابة فيردي بزيادة أكثر من 10% في الأجور، وهو ما يعني رفع الأجور بـ500 يورو (538 دولارًا) على الأقل شهريًّا، وتطالب (إي في جي) بزيادة 12% أو بنحو 650 يورو (702 دولار) على الأقل شهريًّا.
ومن جانبها تقترح الدولة والبلديات زيادة بنسبة 5% مع دفعتين وحيدتين بقيمة ألف و1500 يورو على التوالي في مايو/ أيار 2023 ويناير/ كانون الثاني 2024.
{tweet}url=1640286684309860354&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وعلى صعيد متصل انتقدت شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) الإضرابات الكبرى التي أدت إلى شلّ حركة النقل العام في معظم أنحاء ألمانيا، قائلة إنها تؤثر في ملايين الأشخاص.
وقال متحدث باسم “دويتشه بان” اليوم، لوكالة الأنباء الألمانية “ملايين الركاب الذين يعتمدون على الحافلات والقطارات يعانون من هذا الإضراب المفرط والواسع النطاق. لا يمكن للجميع العمل عن بعد”.
وأضاف المتحدث أن آلاف الشركات التي تتسلم أو تشحن بضائعها عن طريق السكك الحديدية متضررة أيضًا من الإضراب، موضحًا أن الرابح اليوم هو شركات النفط.
{tweet}url=1640299375262945283&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
30 ألفا من عمال السكك الحديدية
وكانت نقابة إي في جي لعمال السكك الحديدية في ألمانيا قد أعلنت مشاركة أكثر من 30 ألفا من عمال السكك الحديدية في الإضراب الكبير لعمال قطاع النقل في ألمانيا.
وقال كريستيان لوروش عضو فريق التفاوض في النقابة إن “الرغبة في الإضراب قوية للغاية، وهناك حالة من الغضب بين العمال بسبب الجمود الكبير من جانب أصحاب العمل”.
وأضاف “نحن نضرب اليوم بسبب المفاوضات الجماعية، رغم الموقف المالي الصعب للكثير من العمال، فإننا لم نتلق أي شيء يستحق التفاوض الجاد”.
ومنذ منتصف العقد الثاني من القرن الحالي، تمكّنت النقابات من فرض زيادات في أجور العمّال، بعد عقد تميّز بسياسة الاعتدال في الأجور في عهد المستشار الأسبق غيرهارد شرودر، تحت شعار التنافسية.
وفي 2015، سُجّل أكثر من مليونين يوم إضراب عن العمل خلال العام، وهو رقم قياسي بالنسبة لألمانيا.