ألهب مقطع فيديو من صلاة التراويح في مسجد شرقي الجزائر المنصات الاجتماعية محليا وعربيا ودوليا، كان بطله إماما وقطة قفزت على صدره واحتضنها بلطف ثم صعدت إلى كتفه وقبلته قبل أن تغادر في هدوء وسكينة.
وما زال فيديو الإمام الجزائري وليد مهساس يحدث تفاعلا كبيرا عبر الشبكات وفي وسائل الإعلام داخليا وخارجيا، كما حقق نسب مشاهدة قياسية على منصة يوتيوب بمليار مشاهدة في ظرف يوم واحد.
وكانت القصة يوم الأربعاء، عندما نشر حساب الإمام مهساس على فيسبوك مقطع فيديو حول حادثة القطة مرفوقا بتعليق “سبحان الله.. حتى الحيوانات تخشع لكلام الله.. شاهد قطة تصعد فوق الإمام وهو يقرأ القرآن في صلاة التراويح”.
ونال المقطع المصور إعجاب الناشطين في الجزائر والذين بدأوا تداوله قبل أن ينتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل الإعلام المحلية ثم الدولية وعلى نطاق واسع وبلغات عديدة.
الإمام يرفض الظهور الإعلامي
مهساس هو إمام وخطيب ومقرئ يؤم الناس في صلاة التراويح بمسجد أبي بكر الصديق في حي 12 هكتار بولاية برج بوعريريج شرقي الجزائر، ويقوم منذ فترة ببثها مباشرة عبر حسابه الرسمي على فيسبوك.
كما يلقي الإمام خطب صلاة الجمعة، ويقدم دروسا خاصة عن الدين الإسلامي، والعلوم الشرعية، ومنها ما يتعلق ببر الوالدين.
ويتواصل الإمام عبر حسابه على فيسبوك التي تحمل تسمية “الصفحة الرسمية للقارئ وليد مهساس”، ويقدم من خلالها دروسا دينية عبر تقنية البث المباشر، ويتفاعل مع المتابعين والإجابة عن تساؤلاتهم.
ويرفض الإمام الظهور الإعلامي للتعليق على الحادثة، إذ حاولت الأناضول التواصل معه في عديد المرات لكن هاتفه ظل مغلقا.
وأفاد مقربون من الإمام تواصلت الأناضول معهم، أن وليد “أغلق هاتفه الجوال بعد أن صار مطلبا لوسائل إعلام محلية ودولية، وفضل أن تبقى اللقطة عفوية مثلما انتشرت”.
وبعد ساعات من الحادثة نقلت عنه قناة “الرؤية” المحلية قوله: “كنا في عرس قرآني، وقضينا ساعتين من أروع ساعات العمر مع القرآن الكريم، وأوجه التحية لكل الصغار والرجال والنساء، وأدعو لأهل هذه البلدة التي اشتهر أهلها بحفظ القرآن الكريم، أن يحفظها ربي ويبارك فيها”.
مشاهير يعلقون
ونالت اللقطة إعجاب كبار المدونين والشخصيات الدينية في العالم العربي بالدرجة الأولى وكتبت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي “في لقطة طريفة، قط يقتحم المحراب ويفاجئ الإمام بولاية برج بوعريريج بالجزائر خلال قراءته القرآن في صلاة التراويح، يصعد فوق كتفه يداعب وجهه ثم يقفز مغادرا قبل السجود”.
ونشر المعلق الرياضي حفيظ دراجي: “سبحان الله العظيم وبحمده.. فيديو الإمام الجزائري والقط، بلغ أكثر من مليار مشاهدة عبر العالم في يومين”.
بدوره، نشر ماهر المعيقلي إمام الحرم المكي بالمملكة العربية السعودية، تعليقا على الحادثة عبر حسابه في فيسبوك مرفوقا بصورة عنها جاء فيه: “هذه القبلة (من القطة للإمام) فيها حب لكلام الله وخشوع وإدراك لعظمة الخالق.. آية من آيات الله شاهدها العالم كله وبدون ترتيب”.
محاولات للتشويش
وبعد يوم من الحادثة انتشرت صورة على نطاق واسع للمقرئ مهساس، خلال عملية تكريم من طرف مسؤول الشؤون الدينية بولاية برج بوعريريج، وتحدثت مناشير على أن التكريم جاء عقب رواج الفيديو الواسع.
وأفادت جريدة النصر الحكومية على موقعها الإلكتروني أن مدير الشؤون الدينية بولاية برج بوعريريج لخضر فنيط، نفا نفيا قاطعا ما تم الترويج له عن تكريم الإمام بعد فيديو القطة.
وأوضح المسؤول ذاته أن الإمام “يستحق التكريم والتهنئة فعلا، نظير الصورة الحضارية التي يقدمها عن الإسلام وتعاليمه السمحة، غير أن ذلك لم يحدث لحد الآن وقد يكرم مستقبلا”.
وأضاف أن “الصورة المتداولة لم تكن تكريما من الأساس، بل وثقت لحظة لقاء وإهدائه المصحف في مكتبه، غير أن البعض أعاد إحياءها من الأرشيف على أساس أنها تكريم”.
القطة تهزم دراما رمضان
من جهتها، جمعية “العلماء المسلمين” الجزائريين (أكبر تجمع لعلماء الدين في البلاد)، في كتبت منشورا عبر حسابها الرسمي على فيسبوك حمل عنوان “القطـة التي هزمت الدراما الفاسدة”.
وقالت الجمعية، إنها “استوحت منشورها من مدونة مصرية كتبت منشورا بعنوان القطة الجزائرية التي هزمت الدراما في مصر”، في إشارة إلى مسلسلات تبث في رمضان.
وجاء في منشور الجمعية: “ما الذي يمكن أن نقوله بشأن القطة (الجزائرية) مع الإمام وليد؟ وقد حققت لقطات قليلة من مشهد قصير في مسجد أثناء صلاة التراويح ما ألهب المواقع الإعلامية، والقنوات، ووسائط التواصل الاجتماعي، حيث لفّت اللقطات الكرة الأرضية من مشرقها إلى مغربها في ساعات قليلة جدا”.