نشرت صحيفة أسبوعية صورة للقطة من الحفل الساهر الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، وقد ظهر في هذه الصورة بعض الطلبة والطالبات على المسرح، يغنين ويعزفن.. إلخ، دهش كل من رأى هذه الصورة ويستغرب! أهذه حقاً صورة تمثل الطلبة والطالبات؟! وحقاً هذا الحفل الساهر يقام في مبنى الجامعة؟!
– ويا للأسف، إن هذا لشيء عجاب!
إن ما حدث لا شك «خطوة إلى الوراء»، إنها خطوة إلى غير ما يطمح المخلصون، في تربية النشء وتوجيهه للوجهة المثلى.
ليس في الإسلام أن تختص وزارة بالأمر بالمعرف والنهي عن المنكر دون غيرها من الشرائح، وأمر الرسول | بالنهي عن المنكر وهو للكافة؛ «من رأى منكم منكراً فليغيره..».
وبناء على ذلك «فالنهي عن المنكر» في الكويت لا تختص به وزارة بعينها كالأوقاف مثلاً أو الجمعيات الإسلامية…
إن النهي عن المنكر من اختصاص كافة الوزارات في حدود ولايتها، فوزارة التربية مثلاً تنهى عن المنكر في حدود مجالها وفي حدود سلطانها، وذلك برعاية النشء من الانجراف لمهاوي التقليد الوافد إلينا من الحضارات الساقطة، سواء في هذه المدرسة أو الجامعة، ووزارة الدفاع تنهى عن المنكر بحيث تربي جنودها وضباطها على الإخلاص لله، ومعرفته في أثناء الدفاع عن عقيدتهم وعن أوطانهم، ووزارة الداخلية تنهى عن المنكر في حدود سلطانها، وسلطانها هذا مترامي الأطراف يمتد إلى أمن الوطن والمواطن.
ومن رعاية أمن الوطن أن تمنع تسلل العناصر اللاأخلاقية المفسدة التي يمكن أن تنخر في جسم الدولة وتطعنها من داخلها.
وهذه العناصر تفد لبلادنا في صورة حفلات الرقص العابثة، وتقدم علينا في آلاف من زجاجات الخمور.
ونحن الآن نشاهد بأعيننا كيف نبذر بذور الفساد في هذا البلد المسلم ذي الأعراق المؤمنة.
ونحن نراقب كيف تتم رعاية هذا الفساد، ومن ذلك أن الفساد يعد عدته بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية (الكريسماس)، وأخذت الفنادق تكرس جهودها له، والصفحات تفرد له في الصحف، وتستقدم فرق الموسيقى والرقص والمجون من الدول الشرقية والغربية شباناً مخنثين وفتيات ساقطات!
وزارة الداخلية مدعوة لإصدار قرار حاسم يعجل بإيقاف هذا البلاء، ومنع هذه الحفلات الخليعة التي تقام في مناسبات أبعد ما تكون عن تقاليدنا وحياتنا وأعرافنا.
ونحن ما زلنا بعد في الطريق.
وزارة الداخلية هي التي تمتلك قوة النهي عن المنكر، متمثلة في قوانين حماية الآداب العامة، وما عليها إلا أن تنفض عنها الغبار وتطبقها على مراكز تصدير الفساد لبلدنا المسلم الكويت؛ على بلدنا، وأبنائنا، وبناتنا، وصميم بيوتنا التي نعيش فيها.
وزارة الداخلية تملك غلقه، تملك أن تعطيه أو ألا تعطيه «تأشيرة الدخول» للكويت.
وزارة الداخلية تقف على بوابة الكويت.
وهي تستطيع أن تغلق الباب في وجه كل فساد، ونحن نملك أيضاً الكلمة المخلصة من القلب نرددها ويرددها كل مخلص مشفق على مستقبل بلدنا المسلم، كلمات هي عصارة أماني الجماهير المسلمة التي عاشت في الكويت ورافقتها في بأسائها ونعمائها، وهي تستجلب بهذه الكلمات رضاء الله بعد أن أفاء علينا من نعمه، وصدق الله العظيم: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) “الأنبياء:35”
إن واجب الطلبة اليوم والمسؤوليات الجسام وما تتعرض له:
– الكويت.
– والبلاد العربية.
– والبلاد الإسلامية.
في هذه الفترة من الزمن الذي تتجمع فيه كل القوى المعادية للإسلام من:
– صليبية حاقدة.
– وشيوعية ملحدة.
– وصهيونية مجرمة.
كل هذه تلتقي في التخطيط والتنسيق والعمل لإبعاد شباب الإسلام عن دينه وعقيدته التي هي مظهر عزه، ومصدر رقيه وتقدمه.
إن القوى المعادية للإسلام تعمل وتحاول أن تربي وتوجه أجيال المسلمين تربية منحرفة، بعيدة عن الدين والخلق، ليصبح الشباب المسلم لقمة سائغة لهم، لمبادئهم الهدامة، لأفكارهم، لعاداتهم المدمرة، ومجونهم الفاحش البغيض.
إننا نهيب بأبنائنا وإخواننا من الطلبة والطالبات:
– أن يكونوا على مستوى المسؤولية، وأن يدركوا الحقيقة، وما يدبر لهم في الظلام بأبعادهم عما في منابع الإسلام من خير وقوة وسؤدد وعز.
– وأن ينتبهوا مما ينصب لهم من حبائل وما يطرح بينهم من أفكار وشعارات واتجاهات منحرفة تقودنا وأجيالنا للهاوية.
والواجب يدعونا أن نصرف الجهود والطاقات للعلم النافع والتحصيل المثمر.
وإننا نهيب بالمسؤولين في الجامعة:
– رئيسها.
– ومديرها.
– وأساتذتها.
أن يعملوا ويركزوا جهودهم لتربية الأجيال تربية إسلامية حقة، وهم أكثر من غيرهم إدراكاً لما يتهددنا وما يرسمه الأعداء لنا، وأننا نأمل ألا تتكرر في الجامعة التي نريدها منبراً للعلم ومنطلقاً للإشعاع تلك الحفلات واللقاءات التي لا يقرها الإسلام.
والتي لا تلتقي برسالة الجامعة العلمية في شيء.
الجامعة التي ينبغي أن تكون أداة بناء لا أداة هدم للكويت.
[1] العدد (41)، عام 1970م، ص7.